أكد رعد نورس، مدير قطاعي الاتصالات والتعليم في دِل تكنولوجيز، المملكة العربية السعودية، أن قطاع التعليم يمر في هذه الأيام بمرحلة محورية وحساسة، إذ تشهد المدارس والجامعات في جميع أنحاء المنطقة والعالم بأكمله، تحولاً كبيراً في النماذج التعليمية، مع شروعها بتقديم نماذج تعليمية فريدة من نوعها وتجارب غير مسبوقة من خلال التحول الرقمي.

وكانت المملكة العربية السعودية قد فرضت خلال الجائحة واحدة من أطول فترات التعليم عن بُعد. ونتيجة لذلك، كان من الطبيعي أن تتغير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في المملكة بشكل كبير، حيث توجب على أنظمة تكنولوجيا المعلومات أن توفر التقنيات والخدمات التي تتيح مرونة وكفاءة وابتكاراً في عملية التعلم لدى الطلاب. وشهدنا خلال تلك الفترة توجه الطلاب نحو المؤسسات التعليمية وأماكن العمل التي تمتاز بالذكاء التكنولوجي، والقادرة على دعم مسيرتهم التعليمية وتقدم لهم في الوقت نفسه مساراً جيداً ومناسباً للحصول على درجة علمية مرموقة.

وفي سبيل تعزيز نجاح طلابها، بدأت المؤسسات الأكاديمية بالبحث عن مناهج تعليمية جديدة، قادرة على تنشيط وتحفيز العملية التعليمية في الفصول الدراسية، من خلال منهجيات تدريس غامرة، تزيد من تفاعل ومشاركة الطلاب.

وعلى الرغم من إحراز الكثير من التقدم في هذا المجال، إلا أن تحقيق تحول رقمي فعّال ليس بالأمر السهل بالنسبة للعديد من المؤسسات الأكاديمية، وذلك لأنها تواجه مجموعة مهمة من النقاط الرئيسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

ومن هذه النقاط، الدافع لتحويل قطاع التعليم، فالابتكار الحقيقي يحدث في المؤسسة التعليمية خلال التحول الرقمي، وذلك عندما تعيد بناء نفسها وتتمكن من تحقيق مستقبلها الرقمي من خلال تنفيذ ونشر تقنيات حديثة عبر المؤسسة بالكامل. وهناك رغبة لدى مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في قطاع التعليم لتحسين مستويات نجاح الطلاب عبر مبادرات تكنولوجيا المعلومات، والتي تتضمن إحداث تحول رقمي في تجربة المؤسسة ذاتها. والسؤال الذي يتبادر هنا هو: كيف يمكنهم تحقيق هذا الأمر؟

كما ينبغي التفكير في موضوع تأسيس مؤسسة تعليمية متصلة، قادرة على إشراك الطلاب بشكل أفضل في الفصول الدراسية، ويمكن أن يؤدي استخدام التقنيات التفاعلية والتعاونية والمتصلة، إلى جانب برامج التدريس المبتكرة، إلى تغيير بيئات التعلم، وتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب وتعزيز استعدادهم للانضمام إلى القوى العاملة. وعلاوة على ذلك، تتيح البنية التحتية الافتراضية لسطح المكتب وبرمجيات مؤتمرات الفيديو قدرة الوصول إلى موارد تكنولوجيا المعلومات والتعلم عن بُعد، وذلك من خلال مساعدة الطلاب البعيدين جغرافياً على الاتصال بالفصول الدراسية بغض النظر عن الجهاز الذي يستخدمون.

ومن النقاط المهمة التي يجب الاهتمام بها، توفير تقنيات سحابية قوية، حيث أن التعلم عن بُعد جعل من الحوسبة السحابية أمراً في غاية الأهمية لتقديم حلول وخدمات تعزز من التفاعل الافتراضي بين المدرسين والطلاب.

وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة فورستر للأبحاث أن 83٪ من المؤسسات الأكاديمية قد تبنت نهجاً متعدد الحوسبة السحابية أو أنها تخطط لذلك خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

ولا شك أن كل هذا سيفرض تحولاً في الأمن السيبراني، لا سيما وأن أهميته قد تنامت باعتباره التحدي الأكبر الذي واجهته المؤسسات الأكاديمية في السنوات الأخيرة. ويعتبر قطاع التعليم من بين أكثر خمسة قطاعات تتعرض للمخاطر السيبرانية، كما أنه يستحوذ على أعلى نسبة من هجمات برامج الفدية، لذلك من المهم أن تقوم المؤسسات التعليمية بتبني استراتيجية شاملة، وذلك بتطبيق حلول أمنية لحماية الأفراد والمعلومات والمكونات المادية فيها.

كما ينبغي على المؤسسات التعليمية الاهتمام بتوفير النفقات المالية والابتكار بشكل أسرع، وقد عملت العديد من المؤسسات التعليمية منذ بداية الجائحة على إعادة هيكلة ميزانياتها، مع اضطرار العديد منها إلى خفض إنفاقها الإجمالي. وعندما تتمكن مؤسسة ما من استهلاك تقنية المعلومات على أساس حاجتها، وذلك عبر نموذج "كخدمة"، يكون من السهل تتبع المشروعات التي تسير وفقاً للخطة الموضوعة وتلك التي لا تسير وفقها.

إلى ذلك، يمثل تشكيل القوى العاملة الجاهزة للمستقبل أمراً ملحاً وجوهرياً، فالتركيز على تعزيز الابتكار والاستثمار في التقنيات الرقمية هو الوسيلة الرئيسية التي تمكّن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية من بناء جسر ينتقل بالفصول الدراسية التقليدية إلى بيئات التعلم الرقمية الغامرة والتي تعزز نجاح الطلاب والطالبات. وقد عملت المملكة العربية السعودية في السنوات القليلة الماضية على تطوير استراتيجيتها الوطنية لتسريع التنويع الاقتصادي، مع الاهتمام بتطوير اقتصاد قائم على المعرفة. ونتيجة لذلك، أصبحت المؤسسات التعليمية المحلية في المملكة مراكز مهمة تقوم بدعم وتطوير مهارات القوى العاملة الجديدة وتعزز من جهوزيتها للمستقبل. ويتطلب النطاق الواسع والمسؤولية الكبيرة للمؤسسات التعليمية أن تتمتع هذه المؤسسات ببنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات متقدمة رقمياً. ونحن في دِل تكنولوجيز بالتعاون مع إنتل وشركائنا نفخر بريادتنا في هذا المجال، إذ أننا ندعم المؤسسات التعليمية بمحفظة حلول شاملة، تمكّنهم من الازدهار وتحقيق النجاح في الفصول الدراسية الرقمية التي يتطلّبها المستقبل.