وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اليوم الخميس، إلى قصر الإليزيه لعقد قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان في استقباله لدى وصوله.

وبدأ الجانبان محادثات ثنائية في قصر الإليزيه عقب وصول ولي العهد مباشرة. وتركز محادثات الأمير محمد بن سلمان والرئيس ماكرون على العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أن الرئيس ماكرون، سيستقبل ولي العهد في قصر الإليزيه اليوم.

وتوجه ولي العهد إلى فرنسا ،المحطةِ الثانية والأخيرة في جولته الأوروبية، لبحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.

وناقش الأمير محمد بن سلمان القضايا ذات الاهتمام المشترك مع القيادة الفرنسية. وتأتي زيارة ولي العهد بعد تلك التي قام بها ماكرون إلى جدة في ديسمبر الماضي.

علاقات قوية

ترتبط الرياض وباريس بعلاقات ثنائية، وهي علاقات لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل التعاون العلمي و الاقتصادي، والصحي، والثقافي، حيث تعد الشراكة السعودية الفرنسية تاريخية.

يزخر أرشيف ذاكرة العلاقات السعودية الفرنسية بصور تجسد شراكة تنمية ، وصداقة متينة، بين البلدين ، تمضي قدما بقوة وثبات ، وسجلت في مختلف الميادين خطوات رائدة وثبات ، حيث تكتسب أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية، لا سيما البعد السياسي، مما يتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين السعودية والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعاً متميزًا.

وتهدف سياسة البلدين بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس إيمانويل ماكرون إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص.

وتثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات السعودية الفرنسية من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما اللتين تعبران عن الارتياح التام، وتطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة والبحث لإيجاد حلول لمستجدات المشكلات في المنطقة.

وتشهد العلاقات السعودية الفرنسية التي بدأت بوادرها عام 1926 عندما أرسلت فرنسا قنصلا مكلفا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة ، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1932 م ، وتوالت خطوات إرساء العلاقات حيث دخلت مرحلة جديدة ومتميزة عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لفرنسا عام 1967 ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديغول ، مثلت تلك الزيارة دعما وتطورا مستمرا ليشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.

زيارة ناجحة لليونان

وغادر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليونان أمس الأربعاء، بعد زيارة استمرت يومين وشهدت توقيع البلدين عدداً من مذكرات التعاون العسكرية والاقتصادية.

وأكد ولي العهد، قبيل مغادرته أن زيارته لليونان أتاحت فرصة للتأكيد على قوة العلاقات بين البلدين.

كما تضمنت التوقيعات إدراج اتفاقية للتفاهم والتعاون في المجال الصحي، بالإضافة لمذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتقني.

تأتي هذه الزيارات الرسمية، إلى كل من اليونان وفرنسا بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز العلاقات بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة للأمير محمد بن سلمان، وفق بيان من الديوان الملكي.