هبطت أسعار الذهب في محلات البيع للمستهلك خلال الأسبوع الماضي بنسبة 8 % عن الفترة الماضية التي وصل من خلالها سعر الجرام إلى 195 ريالًا. ووصلت أسعار الذهب في محلات بيع الذهب حاليًا 180 ريالًا، ما زاد الإقبال على شرائه، خصوصًا أن هذا الانخفاض تزامن تقريبًا مع موسم الحج الذي ييرفع عادة نسبة المبيعات على الأخص في مكة المكرمة، حيث يحرص ضيوف الرحمن على اقتنائه كهدايا لذويهم أو يشترونه على شكل سبايك بغرض استثماره والاستفادة منه. فترة شراء

أكد أحد المتسوقين، ويدعى محمد عبدالله لـ«الوطن» أن أسعار الذهب خلال هذه الفترة مناسبة جدا للراغبين بالشراء مقارنة بفترات ماضية تجاوز سعر الجرام الواحد فيها الـ200 ريال قبل الضريبة.

وشدد عبدالله على ضرورة مراقبة الأسعار بشكل دائم خصوصا مع التقلبات الكثيرة التي تشهدها أسعار الذهب المصاغ، حيث يمكن لمن يراقب الأسعار جيدًا أن يحصل على صفقات مناسبة، عبر المتابعة المستمرة وتحديد السلعة المراد شرائها واقتنائها.

أسباب الهبوط

من جهته أرجع المهتم بتجارة الذهب خالد الخيبري خلال حديثه لـ«الوطن» أسباب هبوط الذهب إلى عدد من العوامل المؤثرة الدولية، فأي تحركات سياسية مثل الوضع الراهن ما بين روسيا التي «تعد مستودعًا للذهب» وأوكرانيا، أو أي تجاذبات اقتصادية تتعلق مثلا بأسعار الطاقة والعملات، وعلى الأخص الرئيسة مثل الدولار واليورو تؤثر في تذبذب الذهب وأسواق المال العالمية.

عوامل مؤثرة

يجمع خبراء متخصصون في أسواق الذهب أن أسعاره تختلف اعتمادًا على جملة من العوامل، منها تأثره بقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة والتضخم، فارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم يجعلان هذه المعادن أقل كلفة.

وينطبق الأمر نفسه على أسعار الصرف، مما يعني أن ارتفاع سعر الدولار سيؤدي إلى انخفاض سعر الذهب.

كما تلعب العقود الآجلة دورها المؤثر في أسعاره، خصوصًا أنه يعد ملاذًا آمنا في الأوقات العصيبة.

متابعة البورصة

يشدد الخيبري على أن الراغبين في الاستثمار بالذهب عبر شرائه بأسعار رخيصة وفي المتناول، ثم بيعه أوقات ارتفاع أسعاره يجب عليهم متابعة البورصة العالمية كل يوم اثنين حيث تظهر الأسعار الجديدة، مفضلًا أن يتم شراء السبائك لمن يرغب بالاستثمار لأنها مجاله، ولأنها لا تتأثر بكلفة التصنيع «المصنعية».

قول الدكتور ناصر قلاوون أستاذ الاقتصاد السياسي وخبير الطاقة والمعادن المقيم في لندن إن الذهب «يعد استثمارًا آمنا للشركات، ولكن عندما تكون أسعار الأسهم والسندات والعقارات منتعشة ومستقرة، يتحول المستثمرون من ملاذ الذهب الآمن إلى الاستثمار في أسهم تعطي عائدات مرتفعة - أسهم شركات وادي السيليكون في الولايات المتحدة، أو شركات النفط في الخليج على سبيل المثال. فالذهب يحفظ الثروة ولكنه لا يزيدها كثيرًا في حال كان الأداء الاقتصادي لبلد ما جيدًا». كما يعتبر الذهب استثمارًا آمنًا وجيدًا للأفراد والأسر في كثير من البلدان - في المنطقة العربية والهند عل سبيل المثال - حيث يكون له استخدام مزدوج: الزينة والادخار تحسبًا للأوقات العصيبة. أغراض الاستهلاك

تختلف الأغراض الاستهلاكية للذهب بين الدول والمجتمعات، ففي الغرب ينظر له على أساس الاستهلاك الصناعي، فيما يستخدم في الغالب في الدول العربية للأغراض المنزلية.

ويدخل الذهب في الغرب في صناعات عدة مثل الحواسيب والهواتف الذكية والمعدات الطبية ومعدات استكشاف الفضاء، فيما يستخدم عربيًا في الغالب في الأعراس والهدايا والزينة، وبعد ثروة وملاذًا آمنا للادخار ومواجهة المفاجآت.

ومن هنا يأتي التركيز عليه عربيًا على شكل مصاغ مشغول وليس مجرد معدن.

ارتفاع الطلب العالمي

اتجاه البنوك المركزية حول العالم إلى تكثيف عمليات الشراء لتعزيز احتياطياتها

تباين أسعار الدولار الأمريكي، فارتفاعه يسير عكسيا مع الذهب

سعر الفائدة الذي تفرضه البنوك المركزية

معدلات التضخم، فارتفاعه يؤدي لانخفاض القيمة الشرائية للعملة

المخاطر الجيوسياسية أو الاقتصادية أو الائتمانية

الأداء السيء لأسواق المال يقود للتوجه نحو الذهب كملاذ آمن ويرفع سعره عوامل مؤثرة في أسعار الذهب