في الوقت الذي بلغت فيه المزارع في المملكة 283.788 مزرعة قال خبراء في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لـ«الوطن» أمس، إن تراخيص السياحة الزراعية ما زالت تمثل تحدياً في وجه السياحية الزراعية في المملكة.

وأكد خبراء الفاو أنهم يعملون على ابتكار حلول عملية لمعالجة مثل هذا التحدي، وأن المزرعة السياحية تعتبر موقع متعدد الأنشطة يتضمن زراعة، ومقهى، ومطعم ومكان إقامة، وأنشطة ترفيهية، ولكل واحدة من هذه الأنشطة جهة ترخصها، إضافة لهذا، كثير من المزارع التي تمت زيارتها في الأحساء أو في مناطق أخرى، ما زالت أصلاً من دون صكوك ويملكها أهلها «وراثة» بحجج، ووثائق محلية، ويتم بحث حلول لكيفية تشغيل هذه المزارع كأنشطة سياحية من دون أن تتأثر بعدم وجود الصكوك، ومتفائلون بأن الحلول التي سنخلقها ونعرضها على الجهة المعنية ستعالج مثل هذا التحدي وتمنح الناس القدرة على تشغيل مزارعهم كمزارع سياحية.

وكان مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في الأحساء المهندس إبراهيم الخليل، استقبل الخبيرة الدولية في (الفاو) إينا هارفي، والخبير الوطني في تطوير السياحة الزراعية الدكتور حذيفة مدخلي، لاستطلاع فرص تطوير السياحة الزراعية في المحافظة، وزار الخبيران بعض المزارع السياحية في المحافظة ميدانياً.

تقلل من الهجرة

أشار خبير التطوير السياحي الدكتور حذيفة مدخلي لـ«الوطن»، أمس، إلى أن السياحة الزراعية، واحدة من أنماط السياحة البديلة، التي جاءت للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الريفية، إذ تقوم فكرتها على أن المزرعة ليست مكاناً لإنتاج الطعام فقط، بل لصناعة تجارب متعددة للسكان والسياح، وقيمة السياحة الزراعية، بخلاف أنماط السياحة التقليدية في أنها تخلق فرص العمل في المناطق الريفية، فتقلل من الهجرة نحو المدن الكبيرة، وتحسن من دور المرأة الريفية، وتحسن من ظروف المعيشة في المناطق الريفية، وتجعل المناطق الريفية وجهة للسياح يتعرفون فيها على ثقافة المجتمعات الريفية، ويقدرون دورهم الحيوي في الاقتصاد الوطني، ورخاء المجتمع السعودي.

4 دول متجاورة

وفي معرض رده عن انطباعات «الفاو» للمزارع في الأحساء، أكد أن الانطباعات إيجابية جداً- على حد قوله- موضحاً أن تاريخ الأحساء الزراعي، وإسهامها الواضح في أمن المملكة الغذائي، وتنوع الموارد السياحية فيها، وموقعها الفريد كمنطقة تربط 4 دول مجاورة بالمملكة، وشغف شبابها بالزراعة، كلها عوامل دفعتنا لزيارة المحافظة للعمل على تطوير السياحة الزراعية فيها، موضحاً أنهم زاروا 8 مزارع، ووجدوا فيها تنوعاً في المحصول الزراعي، يجعل الأحساء فريدة، كوجهة ملائمة لتطوير السياحة الزراعية، مستشهداً في ذلك بوجود مزارع للنخيل، والورد والليمون الأخضر الذي يسمى (أبوزهير) والرز الحساوي، وقائمة طويلة بالمحصول الزراعي الذي يجعل العمل على جذب السياح المهتمون بالريف والزراعة للمنطقة أمراً ممكناً.

الشباب منخرطون بالكامل في الزراعة

أضاف مدخلي أن الزيارة، جرى فيها رصد حزمة من الإيجابيات والمزايا، المقرر إدراجها في تقرير الزيارة، من بينها: تنوع محصول الأحساء الزراعي، وموقعها المميز، ووعي أهلها بالسياحة الزراعية، ووجود مبادرات مسبقاً فيها طبقت بعض متطلبات السياحة الزراعية، والنقطة الأبرز هي: أن الشباب منخرطون بشكل كامل في الزراعة، مضيفاً بقوله: نحن نعمل على خلق نموذج للمزرعة السياحية النموذجية، إلى الآن لم نحدد المزرعة المستهدفة، بيد أن الأحساء مناسبة لتطوير عدة نماذج، من بينها: نموذج لمزرعة سياحية تقليدية، ونموذج لمزرعة سياحية فاخرة، ونموذج للمزرعة السياحية الصحية، إضافة لهذا، نعمل على ابتكار مسار للسياحة الزراعية بهوية محددة، يخدم المحافظة بشكل كامل، ويستفيد من وجود عدة موارد سياحية فيها.

إيجابيات ومزايا المزارع في الأحساء:

01- تنوع محصول الأحساء الزراعي.

02- موقعها المميز.

03- وعي أهلها بالسياحة الزراعية.

04- وجود مبادرات مسبقاً فيها طبقت بعض متطلبات السياحة الزراعية.

05- الشباب منخرطون بشكل كامل في الزراعة.

نماذج السياحة الزراعية:

01- نموذج لمزرعة سياحية تقليدية.

02- نموذج لمزرعة سياحية فاخرة.

03- نموذج للمزرعة السياحية الصحية.

04- مسار للسياحة الزراعية بهوية محددة.