تفجيرات جديدة في العاصمة الأفغانية كابول تعيد للأذهان تلك التي حدثت في أبريل الماضي، حيث أكد شهود عيان أن قنبلة انفجرت أمس، وأضافوا أن هناك مخاوف من إصابة الكثيرين.

ووقع الانفجار في شارع تجاري مزدحم بالجانب الغربي من المدينة حيث يجتمع عادة أفراد الطائفة الشيعية.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الإنترنت سيارات إسعاف تهرع إلى مكان الحادث القريب أيضا من محطات للحافلات.

تنظيما القاعدة وداعش

وفي حين تحاول حكومة طالبان التي تحكم البلاد منذ الانسحاب الأمريكي العام الماضي، معرفة العقول المدبرة لهذه التفجيرات والتصدي لهم، تعاني الحركة من شلل تام في الوصول إلى أهدافها.

ففي أبريل الماضي هزّت سلسلة تفجيرات مساجد ودور عبادة في أفغانستان، وتنوعت المواقع المستهدفة وانتشرت في أكثر من ولاية وقد تبنى تنظيم «داعش» معظمها. والرابط بين هذه التفجيرات استهداف الأقلية الشيعية وتسببها بعشرات الضحايا.

وعززت طالبان من إجراءاتها الأمنية أمام المساجد واعتقلت من يشتبه في وقوفهم وراء التفجيرات الدامية. وتحاول منع تجنيد التنظيم لأنصارها.

في غضون ذلك يتبنى تنظيم القاعدة بعض التفجيرات في مناطق أخرى.

ويدرك زعماء الحركة أن طالبان لم تعد مجرد حركة بل إنها تسوس دولة يخشون أن تسرق الهجمات ما تبقى من أمنها. وليس سيل الدم المسفوك وحده ما يقلق طالبان، بل تواتر تلك الحوادث وخلطها أوراقًا كثيرة.

أطراف خارجية

يتخوف كثير من الأفغان أن تكون هناك أطراف خارجية تحاول إثارة الفتنة في البلاد خصوصا بعد أن بسطت طالبان يدها على شبر فيها.

وقالت ستارة محمدي، المتحدثة الرسمية باسم مجلس الهزارة العالمي، في منشور على تويتر، إنه «في أقل من 24 ساعة منذ الهجوم الأخير، وقع اليوم انفجار آخر في كابل في منطقة ميدان الشهيد مزاري».

وأضافت محمدي أن الانفجار وقع «على بعد كيلومتر واحد فقط من انفجار الأمس. غرب كابل هي موطن في الغالب للهزارة والسكان الشيعة»، ونشرت فيديو لما يبدو أنه مكان الانفجار.

ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم الذي جاء قبل احتفال عاشوراء الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى استشهاد الحسين حفيد النبي محمد، وفقا لرويترز.

وقتل ما لا يقل عن ثمانية في حين أصيب 18 في كابل، الجمعة الماضية، في تفجير نفذه تنظيم داعش.

ويرى بعض الباحثين الأفغان أن هناك اعتقادا لدى الولايات المتحدة أن التغيّر الذي أظهرته طالبان كان تكتيكيًا وليس تغيرًا في إيديولوجيتها، حيث كان تشكيل الحكومة الامتحان الأول الذي لم تنجح فيه.

كما لفتوا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن استمرار طالبان بإيديولوجيتها يشكل على المديين المتوسط والطويل تهديدًا للمصالح الغربية أكبر من التهديد الذي تشكله ولاية خراسان.

من يريد تقويض حكم طالبان

- تنظيم داعش (ولاية خراسان) يعتبر طالبان حركة مرتدة عن الشريعة وتوالي الكفار

- تنظيم القاعدة يرى أنه الأحق بأفغانستان منذ تحريرها من السوفييت

- واشنطن ترى أن طالبان لم تغير في إيدلوجيتها وتشكل تهديدا للمصالح الغربية