اكتشف علماء الحفريات في إقليم بيرم أقدم الحشرات الماصة ذات الخراطيم الطويلة التي عاشت قبل 273-283 مليون عام.

وتشير مجلة (Current Biology)، إلى أن العلماء درسوا بنية أجزاء فم هذه الحشرات، ويعتقدون أنها كانت تلقح النباتات عارية البذور القديمة مقابل قطرات من سائل حلو.

ووفقًا للبيانات العلمية الحديثة، كانت الحشرات تلقح النباتات قبل فترة طويلة من ظهور النباتات المزهرة، ويؤكد وجود خراطيم الامتصاص الطويلة لدى الحشرات هذه العملية.

وكان يعتقد حتى الآن أن أقدم بنية فم من هذا النوع كانت لدى الأشرطة والعقارب الموجودة في الصين في رواسب العصر الجوراسي، التي عمرها حوالي 165 مليون سنة، وقد سمحت الدراسة الجديدة لعلماء الأحافير باعتماد تاريخ أقدم لأصل الحشرات الملقحة لأكثر من 100 مليون سنة.

ودرس علماء معهد الأحافير ومعهد الجيولوجيا التابعين لأكاديمية العلوم الروسية بالتعاون مع علماء من بولندا، بصمات الحشرات من عائلة (Protomeropidae)، التي عثر عليها في ترسبات العصر البرمي المبكر بقرية تشيكاردا بإقليم بيرم، ولكنهم لم يحددوا انتماءها بدقة.

إلا أنهم أثبتوا أن لهذه الحشرات خراطيم تتكون من ملامسين متصلين في الفك السفلي، كالموجودة حاليًا عند بعض أنواع الخنافس والحشرات المعاصرة، ويبدو أن الحشرات القديمة كانت تتغذى أيضا على امتصاص قطرات من بذور عائلة (Angaropeltaceae) المنقرضة، بدلا من الرحيق.

ويشير ألكسند خراموف، كبير الباحثين في معهد الأحافير، إلى أن المثير للاهتمام هو العثور على كبسولات بذور (Angaropeltaceae) في نفس المكان الذي عثر فيه على أحافير هذه الحشرات، وكانت هذه الكبسولات تبقى شبه مغلقة لحين نضوج البذور، ما قلل من فعالية الرياح في عملية التلقيح، وهذا يعني أن الدور الرئيس لتلقيح هذه النباتات كانت تلعبه الحشرات.