شخص ما، يعاني دائماً من تنقلاته وتغيير بيئته المحيطة، وكلما كوّن مجموعة من الأصدقاء يخسرهم بسبب البعد أو الانشغال. قرر أن يركز على معاناته الحالية، وهي زيادة مصادر دخله وقيمتها، لأنه عانى من هذا الأمر طويلا. مصدر دخل واحد يعني عبودية لا يمكن رفضها، هو مجبر على ذلك، لكن بتعدد المصادر سينتهي شعور العبودية، وبالتالي منظوره للأمور والأحداث والظروف سيختلف جذريا، وستكون لديه مساحة نفسية كافية لمواجهة أي عقبة أو تحدٍ.

وبعد مدة من الانغماس بالعمل على زيادة عدد مصادر دخله، تفاجأ بأن رصيده البنكي أصبح يحافظ على عدد الأصفار حتى نهاية الشهر. تراكمات وجدها لم يخطط لها، سوى أنه لا يصرف إلا ما يحتاجه فعلا، بالإضافة إلى الترفيه الذي يناسبه ويرتضيه، هنا لاحظ أن مصروفاته الشهرية انخفضت بشكل كبير، لم يعد هناك تكرار في الخروج الذي يترتب عليه صرف أموال حتى وإن كانت بسيطة، اليوم كوب عصير، وبعد غد قطعة كعك مشهورة مع كوب قهوة، وبعد يومين قمع من الآيسكريم المحبوب، وبعد ثلاثة أيام عشاء في مطعم عالمي جديد يقدم قطعة لحم مذهبّة، .. والخ. هذا كله لا يحدث إلا بوجود الأصدقاء، باعتبارها فعالية، أو خوض تجربة مختلفة عن الجلوس في المنزل. تخيل معي أن كل هذه المصروفات تدفعها فقط بتأثير صديق! هو لم يجبرك ولكن هذه الطريقة المتبعة في الغالب بين الأصدقاء، خوض التجارب التي يترتب عليه دفع مبالغ. ما أقوله هنا، الأصدقاء ليسو أعداءك أمام تحقيق الاستقرار المالي، لكن لهم تأثير. وفي حال أنك حاولت السيطرة على نهجك المالي في الصرف، سيكون تأثيرهم بسيطا ولكن موجود، وبالتالي يجب عليك وضع نهجك المالي الخاص بك، تحدد به مساحة الصرف المناسبة لكل جانب من جوانب حياتك.

الوحدة هي بداية تحسّن الوضع المالي لديك، بل تعطيك الفرصة بإعادة هيكلة مصروفاتك في مدى أهميتها ونوعها، والأهم من هذا كله أن زيادة عدد مصادر الدخل تحتاج جهدا مضاعفا، وبالتالي سيكون لديك القدرة على بذله، فما كنت تعطيه للأصدقاء من جهد كان يكبدك الخسائر؛ الآن ستبذله في سبيل نفسك وبمقابل، هذا يعني مصدر دخل جديد. هنا يجب أن تختار الأصدقاء من بيئتك المهتمة بالجانب المالي، حتى يتوافق نهجكم في التفاعل، وكل يستفيد من خبرة الآخر.

هذه ليست دعوة لترك الاصدقاء .. انما دعوة لاعادة تشكيلهم بإنتقاء.