علا صوت السيول على بقية الأصوات خلال أغسطس الحالي، الذي كان عادة من أشد شهور العام حرارة وجفافا، وضربت السيول في المنطقة كلها، شاملة السعودية والإمارات، وقطر وعمان والكويت، واليمن والسودان وغيرها. وكانت لجنة قد شكلت الجمعة الماضية، بتوجيه من أمير منطقة جازان بالإنابة الأمير محمد بن عبدالعزيز، للوقوف على أسباب تحول السيول إلى قرى محافظتي أحد المسارحة والدرب في جازان. وكانت السيول دهمت محافظة أحد المسارحة جراء الأمطار الغزيرة، مساء الخميس قبل الفائت، وتسببت بأضرار لعدد من المركبات والممتلكات، حيث حركت السيول السيارات من أماكنها.

هطولات واسعة

تواصلت على مدى الأسبوع الماضي وما قبله، هطولات الأمطار الرعدية من متوسطة إلى غزيرة، وأدت إلى جريان الأودية والسيول في عدد من المناطق، وعلى الأخص الجنوبية والغربية، دون أن تستثني بقية المناطق. وتسبب تواصل هطول أمطار صيفية غير مسبوقة، بفيضانات وسيول جارفة في عدد من المحافظات السعودية من بينها الرياض. وهطلت أمطار رعدية بشكل كبير على نجران، والباحة، وعسير وجازان وكذلك الباحة، كما تشكلت سحب رعدية ممطرة أمطر بعضها على أجزاء مختلفة من مناطق «الشرقية، والرياض، والقصيم وحائل»، إضافة إلى مرتفعات مكة المكرمة والطائف.

صلاة في الرحال

تداول مستخدمو وسائل التواصل مقاطع فيديو، لمؤذن مسجد في الرياض وهو يردد: «صلوا في رحالكم»، وذلك لتجنيب المصلين الأضرار وخوفا على سلامتهم، حيث شهدت الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية من الرياض، أمطارا غزيرة وسيولا تدفقت بشكل سريع وأدت إلى تحول الأرض إلى مستنقعات كبيرة. إغلاق طرق وتحذيرات

أعلن المركز الوطني للعمليات الأمنية عن «إغلاق طريق الطائف - الرياض بسبب السيول الجارفة».

كما حذرت إدارة المرور السعودية السائقين المتهورين من المخاطرة والمجازفة، وأكدت أن «عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها، هو تصرف جسيم يعرض الحياة للخطر، ويعد مخالفة مرورية تصل إلى 10 آلاف ريال». وعلى الرغم من التحذيرات وحملات التوعية، لا يزال البعض يجازف بكل تهور في عبور مجاري المياه الجارفة بسياراتهم، ما يعرض حياتهم وحياة مرافقيهم للخطر.

قتلى في السودان

في إطار حملات التوعية من مخاطر السيول، تداول ناشطون أنباء رسمية عن مصرع 52 شخصا، وإصابة 25 آخرين وتدمير 8 آلاف منزل بسبب السيول في السودان، والأمطار الغزيرة التي اجتاحت عدداً من المناطق خلال الأيام الماضية.

وأوضح المجلس القومي للدفاع المدني السوداني، أن السيول والأمطار الغزيرة أدت إلى مقتل 52 وإصابة 25 آخرين، فيما تدمر نحو 8 آلاف منزل، بينها 5345 منزلاً بشكل كامل، و2862 منزلاً بشكل جزئي، معظمها في ولايات نهر النيل وجنوب كردفان وشرق دارفور.

كما امتدت الأضرار لتشمل تدمير 55 مرفقاً ومتجراً، بجانب 540 فداناً من الأراضي الزراعية، تتركز في ولايتي الجزيرة ووسط دارفور.

وتسببت السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت ولاية نهر النيل خلال يومين فقط، في انهيار أكثر من 3 آلاف منزل، حيث أعلنت غرفة الطوارئ بولاية نهر النيل عن انهيار 2538 منزلاً بالولاية انهيارا كليا و546 انهياراً جزئياً.

من جانبها، تدخلت الأمم المتحدة، وخصصت 44 مليون دولار، للتصدي لكارثة الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول الجارفة، التي شهدها اليمن، وأدت إلى تضرر مئات الآلاف من اليمنيين.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في اليمن، إن صندوق اليمن للصحة العامة خصص 44 مليون دولار، للاستجابة المنقذة للحياة.

وشهدت مناطق كثيرة من اليمن سيولا جارفة وأمطارا غزيرة، وصواعق رعدية، أودت بحياة العشرات وألحقت أضرارا فادحة بالبنية التحتية، وممتلكات المواطنين والأراضي الزراعية والوديان، وغمرت كثيرا من مخيمات النازحين في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد.

وتوفي نحو 77 يمنيا خلال السيول، حسب أرقام رسمية أعلنتها الأمم المتحدة.

تفسيرات علمية

أعاد خبراء ومختصون ظاهرة «أمطار الصيف» بكميات غير معهودة، في المنطقة إلى التغير المناخي الذي شهدته الأجواء في شبه الجزيرة العربية، وهو ما أكد عليه كذلك المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات. وأعاد خبراء هطول الأمطار خلال الصيف على الأخص في دول الخليج، إلى ارتفاع الفاصل المداري الوهمي في مناطق شمال المحيط الهندي، باتجاه جنوب شبه الجزيرة العربية.

توقعات

رأى موقع طقس العرب أن بعض دول الخليج، تأثرت بأمطار صيفية «شديدة الندرة» من حيث التوقيت ورقعة التأثير وكميات الأمطار الهاطلة، للعام الثاني على التوالي.وبين الموقع أن وجود منخفض جوي في طبقات الجو العالية، ومنخفض الهند الموسمي في الخليج العربي، وأجزاء من الجزيرة العربية، أدى إلى تطور حالة جوية ماطرة، تعد غير اعتيادية بكل المقاييس.

تفسيرات علمية لأمطار الصيف الاحترار العالمي وتغير المناخ زادا مدة أنظمة الحمل الحراري متوسطة الحجم الغلاف الجوي الأكثر دفئاً يحمل مزيدا من بخار الماء، ويطيل مدة الأحداث الجوية المتطرفة التغيرات المناخية أصبحت أكثر احتمالاً وشدة درجات الحرارة القصوى تزداد دفئاً، والبرودة المتطرفة أقل كارثة في اليمن