أكد خبراء وسياسيون مصريون أن وجود أصابع إيرانية وراء محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، جزء لا يتجزأ من مطامع إيران في منطقة الخليج. ويرى الخبير الأمني اللواء صلاح سلامة أن إيران أرادت من خلال عملية اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة "أن تبعث برسالة إلى العالم بأنها تمتلك يدا طولى يمكنها الوصول إلى من ترى أنهم أعداؤها في أي مكان كانوا". وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" أن "اختيار طهران للأراضي الأميركية لتنفيذ عملية الاغتيال يرجع إلى رغبتها في أن تلقي بالاتهامات بعيدا عنها خاصة وأن الولايات المتحدة تتعامل مع القاعدة منذ أحداث 11 سبتمبر على أنها عدوها الأول، وبالتالي فإن أصابع الاتهام كانت ستتجه بالدرجة الأولى إلى عناصر القاعدة، وليس إلى إيران".

وقال سلامة إن "مطامع إيران في منطقة الخليج ورغبتها في إثارة التوترات في تلك المنطقة أمر لا يمكن أن ينكره أحد، ويكفي احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث "أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى" في أواخر عام 1971، وكذلك سعيها لإثارة التوترات المذهبية في البحرين، وكذلك عملياتها الاستخباراتية في العراق، إضافة إلى سعيها لفرض نفوذها في بعض بلدان جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وباكستان والفلبين عن طريق إثارة النزعات المذهبية بين الشيعة والسنة". واتهم إيران بأنها تستهدف منطقة الخليج وتحديدا المملكة بوصفها الدولة الأكثر ثقلا في المنطقة، مثلما تستهدف الدول ذات التنوع المذهبي مثل البحرين والتي بدأت الدعاوى الإيرانية ضدها قبل استقلالها في عام 1971، حيث إن إيران كانت تدعي أن البحرين جزء منها، وهي الادعاءات التي رفضها البحرينيون من خلال الاستفتاء الذي نظم عام 1971 واختار فيه الشعب البحريني الاستقلال".

ويذهب رئيس الحزب الدستوري الحر في مصر ممدوح قناوي إلى أن "تورط طهران في محاولة اغتيال الجبير سيمثل حرجا سياسيا واستخباراتيا بالنسبة للقيادة السياسية الإيرانية، كما أنه سيمثل تحديا فيما يتعلق بعلاقات إيران المستقبلية مع دول الخليج". وأضاف قناوي أن "تورط إيران في مثل هذه العملية سيكون له أبعاده وتداعياتها الخطيرة على خريطة العلاقات في منطقة مفصلية بالنسبة للعالم".

من جانبه ندد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور عبدالشافي عبداللطيف بهذه المؤامرة واعتبرها جريمة تسيء إلى الإسلام والمسلمين ولا يجب أن تكون في نطاق العلاقات الدولية. وقال إن "الإسلام نهى أتباعه عن الغدر والعنف وأمرنا بالتواد والتراحم والدفع بالتي هي أحسن وحسن الجوار وعدم إيذاء الغير لذا فإن مثل هذه الجريمة عمل يتنافى تماما مع ما جاء به ديننا الحنيف". وشدد عبداللطيف على أن "إنكار مثل هذه الجرائم أمر واجب على كل مسلم"، مشيرا إلى أنه "على كل مسلم العمل من أجل كل عمل يوحد الأمة ولا يفرقها".