فيما قالت الخارجية الأميركية إن هناك اتصالات مباشرة بين واشنطن وطهران حول المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة دون إفصاح عن تفصيلات تلك الاتصالات أو محتواها، أشارت بعض التوقعات في واشنطن إلى احتمال أن تطلب واشنطن من طهران تسليم المتهمين الآخرين في القضية للتحقيق معهم. وفي خط مواز طلبت واشنطن من عواصم العالم الامتناع عن استقبال القادة الإيرانيين ضمن خطوات أخرى اقترحتها الولايات المتحدة كمقدمة لسلسلة جديدة من العقوبات. وقالت ويندي شيرمان مساعدة وزيرة الخارجية خلال جلسة استماع عقدتها إحدى لجان الكونجرس "سنطلب من الدول الأخرى اتخاذ إجراءات محددة من بينها منع قيادات فيلق القدس من الحصول على أي إطار يمكنهم بواسطته العمل في ذلك البلد".

وقالت شيرمان إنه خلال 48 ساعة بعد الكشف عن المؤامرة الإيرانية لقتل السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، فإن الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي توماس دونيلون ونائب وزير الخارجية ويليام بيرنز ومساعدي وزيرة الخارجية اتصلوا هاتفيا بكل عواصم العالم بلا استثناء لحثها على تشديد تطبيق العقوبات الدولية والضغط على إيران. وأضافت "لقد شجعناهم على التأكد من أن فيلق القدس سيوقف عملياته على أراضيهم والنظر فيما إذا كان مسؤولون كبار من إيران سيزورون بلدانهم وبحث تأجيل تلك الزيارات مثلا أو إلغائها بالمرة".

وفي الوقت ذاته أنهت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة سوزان رايس لقاءات ثنائية مع مندوبي كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذين يبلغ عددهم 14 دولة بالإضافة إلى الولايات المتحدة وقد رافق رايس في تلك الاجتماعات مسؤول مكافحة الإرهاب في الخارجية دان بنجامين.

وكان لافتا للنظر تصريح الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نيولاند التي قالت فيه إن واشنطن على اتصال مباشر مع إيران بشأن مؤامرة اغتيال السفير السعودي. غير أن نيولاند رفضت الكشف عن أية تفصيلات. ويمكن أن تكـون تلك الاتصالات قد جرت في نيويورك بين رايس والوفد الإيراني في الأمم المتحدة، كما يمكن أن تكون واشنطن قد طلبت تسليم غلام شاكوري المتهم الثاني في القضية الذي تقول أوراق القضية إنه عضو بقيادة فيلق القدس في الحرس الثوري بالإضافة إلى متهمين آخرين. وقالت نيولاند إن من المبكر حتى الآن الحديث عن خطوات معينة ستقترحها واشنطن في الأمم المتحدة لمعالجة هذه القضية.

وقالت نيولاند إن موسكو طلبت المزيد من المعلومـات عن ملابسات القضية وتفصيلاتهـا وإن وزارة الخارجية ستبعث بوفد من مسؤوليهـا إلى موسكـو حامـلا الملفـات المتعلقة بالقضية وإن الوفـد سيجتمع مع وزير الخارجية سيرجي لافروف في موسكو ومع عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الروسية.

ومن المتوقع الآن أن تبدأ واشنطن بفرض عقوبات أوسع مدى ضد إيران تشمل ضمنا البنك المركزي الإيراني وعددا كبيرا من المسؤولين الإيرانيين. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية إن المؤامرة على الأرجح كانت من تخطيط وإعداد مكتب خاص في فيلق القدس تخصص في تسليح وتمويل جماعات إرهابية ومتطرفة في أنحاء العالم.

وأضافت المصادر في إيجاز للصحفيين قدم شرط عدم نشر أسماء مسؤولي الوزارة الذين تحدثوا خلاله أن تلك الوحدة تعمل بأوامر مباشرة من قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الذي يتحرك بدوره بتنسيق كامل مع علي خامئني مرشد الثورة الإيرانية.