هذه الأمانة طوق في أعناقنا مدى الحياة لسيد الأوطان والشموخ بهجة الدنيا وزينتها السعودية.

فهل من الإيمان والمروءة أن يصادر الإنسان رقابة ضميره خلال تمتعه بإجازته في الخارج على حساب سمعة وطنه؟

ليس هناك من وصف لتصرفات البعض في إجازاتهم سوى الحماقة والبلاهة حين يجاهرون بها أمام الشعوب فيستغل الإعلام الفرصة للصيد في الماء العكر.

وغفل أولئك الأخلاط من المشاهير والفاشات والسذج أن الأرض في عصرنا الرقمي ملئت عيونا إلكترونية لا تغمض أجفانها.

لم أجد تفسيراً وأنا أشاهد مجموعة ممن وخط الشيب رؤوسهم يؤدون لوناً شعبياً بشارع رئيسي في عاصمة دولة آسيوية رافعين أصواتهم المنكرة دون مراعاة لشعور العابرين والسياح الذين وقفوا يصورونهم بسخرية وازدراء.

وتزداد الحسرة عند مشاهدة حركات مخجلة واستعراضات سخيفة «لفاشات» مسح الحياء من وجوههن متجاهلات احترام بلادهن وقانون البلد الذي قدمن إليه.

ويتعجب الإنسان من شخص اصطحب رهطاً يرافقونه بفلوسه خارج الوطن مطلقاً على نفسه ألقاباً ليست له ويظهر في لقطات مصورة مرتديا الكبر والتصنع «والفشخرة» الكذابة.

ومن الطبيعي أن تقابل تلك التصرفات بالرفض والاستنكار من أبناء وبنات الوطن الأوفياء فليس الموضوع حرية شخصية بل سمعة وطن بأكمله.

ويتساءل الصديق الكاتب بندر آل مفرح، لماذا لا يكون أولئك سفراء لوطننا يحملون الصورة الحسنة للمواطن السعودي ويعكسون عبق الإيمان وزهو التاريخ والاعتزاز والفخر بأرض شع منها نور الهدى والحضارة للعالم.

وحتى في الداخل نفتقد للفطنة عند، تصويرنا أحداثاً عادية وبثها عبر وسائل التواصل ونحن من حيث لا نعلم نسيء إلى مجتمعنا الأمن المطمئن لأن قطيع (حمير القايلة) في الخارج على رأي الفنان التشكيلي المبدع عبدالله شاهر ينتظرون أي مقاطع مصورة، لينفخوا فيها كذباً وتلفيقاً عبر إعلامهم الفاجر ومنصاتهم الملوثة بأوبئة الهامشي وأحفاد أبي رغال وصولاً إلى «المعممين الحشاشين الجدد» وقنوات الإفك والضلال الضرة وغيرها.

أعتقد أن الوقت قد حان ليفيق كل من أوهم نفسه بأنه إعلامي له الحق المطلق في التصوير أو التغريد حول حادثة وقعت هنا أو هناك دون أن يتثبت وينتظر ما تقوله الجهات المتخصصة.

فهناك في دول العالم تقع مئات الأحداث اليومية التي تقشعر لها الأبدان في وضح النهار ولا يهتم أحد بتصويرها والحديث عنها أو حتى الإشارة إليها من منظمات «حروق» الإنسان.