في وقت أشارت فيه البلديات إلى أنها لا تفرض شروطا بعينها لمداخل المنازل من حيث الناحية الجمالية، وأن الأمر متروك لأذواق أصحابها مع التزامهم فقط بالترخيض الممنوح لهم، طالب كثيرون بفرض اشتراطات لتلك المداخل، تضمن جماليتها، معتبرين أن مناظر المداخل السيئة يعد نوعا من التلوث والتشويه البصري الذي لابد من التدخل لضمان إزالته وتحسينه.

وغالبا ما اعتبرت مداخل المنازل بمثابة العناوين التي تبرز ذوق أصحابها، وحسهم الجمالي، وهي تعد الواجهة الأبرز التي يراها الآخرون، بما فيهم المارة العابرون، ومن هنا يكتسي المدخل أهمية كبيرة فيما يتعلق بديكوره وشكله وتصميمه، وهو الكفيل بترك الانطباع الأول عن ذوق صاحب البيت.

لكن كثيرين يغفلون عن أهمية المدخل جماليا، ويتجاهلون العناية به، أو يتعاملون معهم بلا مبالاة.

رصد ميداني

في وقت يشترط فيه بعض أصحاب المنازل التي تبنى حديثا أن تكون مداخلها الرئيسة جاذبة لانتباه الزائرين، والعابرين، وأن تتسم بمستوى عال من الجودة، رصدت «الوطن» في جولة ميدانية تفاوت تلك المداخل والبوابات الرئيسة، وتباينها بين الجمال التركيبي، وتشويه المشهد الحضري.

وببينت الجولة التي تمت في مدينة جازان أن كثيرا من المواطنين جلعوا مداخل منازلهم على طريقة الرفوف المتدرجة، مع تخصيص ممر لذوي الإعاقة، ومنهم من عمل على تسوير الرصيف، فيما لم يبدي آخرون أي مبالاة بالحالة الجمالية للمداخل، وتبلغ نسبة تلك المنازل ذات المداخل غير المراعية لأي ذوق جمالي، والتي اطلعت عليها «الوطن» في جولتها، نحو 40% من المباني، معظمها ذات طراز معماري قديم.

تشوه بصري

تمثل التشوه الذي كرسته المداخل المهملة في المنازل في عدم سفلتة الواجهات، وخلط واجهة البوابة الرئيسة بالإسمنت، والبناء المائل، ووضع البلاط بشكل متعجل وغير سليم، ما ينتج عنه انهيارها السريع.

وحمل عدد من أصحاب المنازل المقاولين الذين بنوها مسؤولية رداءة البناء والمدخل، على الأخص في تلك المنازل التي بنيت بغاية تأجيرها، وليس لسكنى أصحابها.

غرامات تشويه

طالب مواطنون البلديات بفرض غرامات جزائية، أو فرض اشتراطات ملزمة لأصحاب المساكن لتحسين مشهد المنازل الحضرية، ومعاقبة المخالفين.

مشيرين إلى أن اكتفاء البلديات برسوم البناء لا يكفي، وأنه يجب المتابعة بشكل دوري حتى بعد الانتهاء منه، مضيفين أن تحسين المشهد الحضري يشمل المنازل السكنية، وهو أحد خطط ورؤية المملكة 2030، التي أطلقت برنامج الإسكان الذي يعمل على تقديم الحلول السكنية والخيارات التمويلية لتمكين الأسر السعودية من تملك المساكن المناسبة، إما بنظام التملك أو الانتفاع، وفق احتياجاتهم وقدراتهم المالية، وذلك بالتوازي مع زيادة المعروض من الخيارات السكنية التي يتم تنفيذها بأسعار مناسبة ووقت أقل وبجودة عالية، ويدخل موضوع تحسين المداخل ضمن جانب «الجودة العالية» الذي ركزت عليه الرؤية.

خطط إستراتيجية

أكد مصدر بلدي على وجود خطط إستراتيجية للتشييد والبناء، تشرف عليها البلديات، ويتم تزويد أصحاب المنازل المقبلين على بناء المساكن أو المقاولين باتباعها.

مشيرا إلى أنه يتم إجراء جولات ميدانية مختلفة، وأن فرض طريقة محددة للواجهات المنزلية ليست من صلاحيات البلديات، لكنه إذا وجدت أي مخالفات فإنه يتم التنبيه على مرتكبها، وأن البلديات تعمل جاهدة على مكافحة التشوه البصري، وتحسين المشهد البصري بشكل دوري ومكثف.