في مناسبة يومنا الوطني الخالد يطل علينا التاريخ بهيبته، ويشرق الحاضر بعطائه وتلوح في الأفاق بشائرالمستقبل الزاهر، بإذن الله.

هنا على ثرى أرضنا الطاهرة وفي فجر يومها الأخضر.. مع كل الأوقات نستلهم التضحيات الكبيرة لأبطال صنعوا أمجادًا وأعادوا لهذه الأمة وهجها وعزها بتوفيق الله ثم بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي لم الشمل ووحد الكلمة على أسس راسخة من عقيدتنا الإسلامية، وهذا ما جعل كبار المفكرين والمؤرخين والعلماء والكتاب في العالم يصنفون توحيد المملكة بأنه أصدق وأعظم وأقوى وحدة في تاريخ العرب الحديث.

في يومنا الوطني العزيز على قلب كل مواطن ومواطنه تنثال الأسئلة كيف وصلت مواكب الحضارة والبناء والرقي إلى مساحات بلادنا المترامية الأطراف بمحطاتها التنموية الضخمة متوازية، مع القيم والشيم في سباق مع الزمن؟.

وما هي المعادلة الحضارية الخالصة التي انتزعتها السعودية كرقم عالمي متقدم يزداد صعودًا مع الأيام نحو الطموح والقوة والإبداع؟، ولماذا تُضرب الأمثال عن السعودية في الأمن والأمان، والبذل والعطاء، وخدمة الإسلام والمسلمين، ومساعدة ملايين البشر الذين ينهلون من خيراتها؟.

ماذا تعني نتائج الرؤية المباركة التي تشير بكل شفافية ووضوح إلى أننا سائرون بخطى حثيثة وعزم وحزم لما فيه خير ورفعة الوطن والمواطن؟.

إنها أسئلة مشروعة والوطن يحتفل بيومه المجيد، ومن الطبيعي أن تتنوع الإجابات، لكنها في مجملها تحمل الشكر لله -سبحانه وتعالى- على ما أفاء به من نعم كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، وتعكس التلاحم والمحبة بين شعب وفيّ وقيادة مخلصة.

وحين يرى العالم الجموع الغفيرة من أبناء وبنات الوطن بمختلف الأعمار قد خرجوا يعبرون عن مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن الأمجاد السعودية العظمى فإن ذلك بمثابة استفتاء شعبي عفوي صادق، نابع من قلوب مؤمنة وسواعد شابة وهمم تعانق السحاب.

دام عزك يا وطني الحبيب، ورحم الله الشاعر طاهر زمخشري حين بث حنينه يومًا عن الوطن:

«أُهيم وفي خاطري التائه.. رؤى بلد مشرق الجانبين

أُهيم وللطير في عشه.. نواح يزغرد بالمسمعين

فيشدو الفؤاد على لحنه.. ورجع الصدى يملأ الخافقين».