مضت 21 نسخة من الحدث الكروي الأهم على سطح البسيطة «كأس العالم»، واستطاعت 8 منتخبات فقط الفوز بالكأس الأغلى، من بين 13 منتخبا خاضت مباراة اللقب.

البرازيل الزعيمة بـ5 ألقاب مقابل 4 لإيطاليا وألمانيا، ولقبين للأورجواي والأرجنتين وفرنسا ولقب لكل من إنجلترا وإسبانيا.

وبالمقابل فإن المانشافت الأكثر خسارة في النهائي بـ4 مرات، مقابل 3 للأرجنتين وهولندا، ومرتين للبرازيل وإيطاليا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، بينما خسر كل من السويد وفرنسا وكرواتيا مرة.

حكاية المونديال بدأت عام 1930 على أن تقام كل 4 سنوات، وتوقفت زمن الحرب الكونية الثانية 1942 ـ 1946 ثم عادت للانتظام منذ 1950، وها نحن نستقبل الحدث الكروي الضخم بفارغ الصبر، لكونه يقام على الأراضي العربية في الجارة قطر من جهة، ولكون الأخضر أحد الفرسان الحاضرين من جهة ثانية.

«الوطن» تبحر معكم في استعراض حكاية المونديال، لتكون معكم يومياً حتى افتتاح الكرنفال الـ22.

البرازيل زعامة باقتدار

منتخب البرازيل كبير المونديال الأول، وهو الذي احتفظ بكأس جول ريميه إلى الأبد 1970، رغم أن ريادته تأخرت للنسخة السادسة 1958، ولكنه آخر من احتفظ باللقب، وأنجب اللاعب الوحيد الذي فاز باللقب 3 مرات وهو بيليه، واللاعب الوحيد الذي خاض 3 مباريات نهائية وهو كافو.

ومن المفارقات أنها لم تستثمر الاستضافة فحلت ثانية 1950، ورابعة 2014، لتكون أكثر من خسر بين كل المستضيفين الـ17 بثلاث مباريات.

الفوز على البرازيل حلم كل منتخبات الكون، وخصوصاً في المونديال، ولو أن هذه الميزة أصابها فيروس كارثي 2014، فضاعت هيبتها وتحولت إلى مادة صحفية دسمة لوسائل الإعلام، بسبب الزلزال الألماني الذي انتهك حرمة المستضيفين بـ7 أهداف لهدف، ولكن يحسب للبرازيل أنها منذ الطبعة الثالثة 1938 تدخل مرشحة للزعامة، ومن يومها خرجت من الدور الأول مرة واحدة 1966 وحدها الأدنى ربع النهائي.

اللقب الأول للسيليساو تحقق عام 1958، ثم كان أول من حاز النجمة الثالثة وأول من رصّع صدره بالنجمة الرابعة، وأول من أهدى محبيه النجمة الخامسة، وأحد منتخبين خاضا النهائي 3 مرات متتالية إضافة للمانشافت.

لقب 1958 جاء بفضل ترسانة من النجوم، أشهرهم بيليه وفافا وجيلمار وزاجالو ودجالما ونيلتون سانتوس وديدي وزيتو، وهؤلاء أصحاب اللقب الثاني 1962، مع ميزة التألق غير العادي لجارنشيا وأماريلدو بديل بيليه، ثم كان اللقب الثالث 1970 بفضل ما يعرف بالفريق الجميل، وأبرز لاعبيه بيليه وجيرزينيو وكارلوس ألبرتو وريفلينو وجيرسون، وأصحاب الفضل باللقب الرابع 1994 روماريو وبيبيتو وبرانكو ودونجا وتافاريل، وحسن الختام مع اللقب الخامس 2002 بفضل إمبراطورية الراء، رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس والقائد كافو.

ألمانيا فخامة بإبهار

فخامة الاسم تكفي، فألمانيا إحدى القوى المونديالية العظمى، وتمتاز على البرازيل بجملة أمور، فإذا كانت البرازيل الأكثر تتويجاً فإن ألمانيا الأكثر وصولاً للمربع الذهبي، والأكثر وصافة، وإليها ينتسب الهداف الأعلى والأكثر فوزاً وهو كلوزه، والمدرب الأكثر فوزاً وخوضاً للمباريات وهو هيلموت شون، واللاعب الأكثر مشاركة وهو ماتيوس.

عندما يكون المانشافت بأسوأ حالاته يدخل مرشحاً للتتويج، وإذا كان سليماً معافى فاللقب طوع له، ويمتاز بأنه لم يخفق في التأهل من بوابة التصفيات رغم غيابه مرتين، فضلاً عن كونه الوحيد الذي لم يخسر خارج أرضه في 52 مباراة خلال رحلة التصفيات.

وفي المشاركات الـ19 فاز باللقب 4 مرات وجاء ثانياً 4 مرات وثالثاً 4 مرات ورابعاً مرة، وخرج من ربع النهائي 4 مرات ومن الدور الأول مرتين فأي عظمة هذه؟!

لقبه الأول 1954 عُد إعجازياً على حساب المجر، وكان بمنزلة الولادة الجديدة لألمانيا بعد ويلات الحرب العالمية الثانية، وتحقق بفضل نجوم كثر أشهرهم ران ومورلوك وشافر والشقيقان فالتر.

واللقب الثاني 1974 يعود الفضل فيه للقيصر بيكنباور، والهداف الاستثنائي مولر وبرايتنر وفوجتس وسيب ماير وأولي هونيس، والأهم عاملا الأرض والجمهور.

والفضل في اللقب الثالث 1990 يعود لماتيوس وفولر وكلينسمان، وبريمه وليتبارسكي وأوجنتالر، وأبرز النجوم في اللقب الرابع 2014 توماس مولر وكلوزه، وجوتزه وكروس وشفاينشتايجر وأوزيل ونوير.

إيطاليا مدهشة باستمرار

المنتخب الإيطالي من النخبة، وبصماته في كأس العالم لا أحد يتجرأ على الطعن بها رغم غيابه في المحطتين الأخيرتين، فهو أحد منتخبين حققا اللقب في أول مشاركتين إضافة للأورجواي، وخرّج العديد من الأسماء اللامعة، فمدربه بوتسو الوحيد المتوّج مرتين 1934 و1938، ومياتسا لعب كل دقائق المونديالين، والحارس دينو زوف أكبر الأبطال، ومالديني الأكثر لعباً من حيث عدد الدقائق، وباولو روسي وسكيلاتشي تربعا على عرش الهدافين، محرزين الكرة الذهبية المونديالية، وكابريني أفضل لاعب صاعد في مونديال 1978، وبيرلو رجل نهائي 2006، وما أكثر الطليان الذين استحقوا مكانهم في التشكيلة المثالية للنسخ المونديالية!

قد لا يكون الأتسوري مرشحاً فيمضي كالسلحفاة ليسبق الأرانب، ناسفاً البداية المتواضعة وهذا تجسد في مونديال 1982، وكان قريباً من ذلك لولا الاصطدام بالبرازيل 1970 ولولا ركلات الترجيح 1994، ولم يكن الرهان عليه كبيراً 2006، وخصوصاً بعد التعادل المخيب مع أمريكا ولكنه قال كلمته.

قد يبدأ قوياً ويخرج غير مأسوف عليه كما حدث 2014، عندما هزم إنجلترا ثم ودّع من الدور الأول بخسارتين أمام كوستاريكا والأورجواي.

قد يكون مرشحاً للمضي نحو دور متقدم، فيقع فريسة لأِسباب شتى ويكون الوداع من الخطوة الأولى، وما حدث 1950 و1954 و1962 و1966 و1974 و2010 و2014 ماثل في الأذهان، وقد يعجز عن التأهل خلافاً للتوقعات، كما حدث 1958 و2018 و2022.

الأرجنتين محيّرة مؤخراً

الأرجنتين فضلها في عالم المستديرة لا ينسى بإنجاب مارادونا وميسي وحدهما، فما بالنا أنها أحرزت الكأس مرتين والوصافة 3 مرات وتزعمت قارتها 15 مرة كرقم قياسي، منها 6 بفضل المدرب ستابيلي هداف النسخة الأولى مونديالياً.

الأرجنتين أول دولة دخلتها اللعبة بين منتخبات قارتها الـ10، وهي أول طرف خاسر في نهائي كأس العالم.

صبرت طويلاً حتى نالت ثمار اللقب 1978 ولكنها أدهشت الملايين في مونديال 1986 بفضل العبقري مارادونا، بيد أنها في النسخ الأخيرة حيّرت المتابعين الذين لا يصدقون أن عازفي التانجو يخرجون صفر اليدين بوجود الساحر الذي خلب الألباب، ودخل إلى كل بيت ليونيل ميسي.

عندما تصل إلى المربع الذهبي تخوض مباراة اللقب، وحدث ذلك 5 مرات لكن البسمة حالفتها مرتين، الأولى بفضل المدرب مينوتي ونجمه كيمبيس والثانية عرابها الأول والأخير مارادونا بالطرق المشروعة وغير المشروعة مع المدرب بيلاردو.

الأرجنتين تستحق مكانة أكثر مما هي عليه الآن، ولكن اللاعب الأول في العالم ميسي لم تنسحب إبداعاته مع برشلونة على صعيد المنتخب فخرج غير مأسوف عليه 2010، وجافاه التوفيق 2014 رغم تألقه وفوزه بالكرة الذهبية المونديالية، ولا ندري إن كانت قطر المكان المناسب لإطلاق الزغاريد مجدداً بعد الفوز بكوبا أمريكا.

الأورجواي عنوانها كرة القدم

الأورجواي صغيرة الحجم والموارد والسكان، ولكنها في كرة القدم حققت ما عجزت عنه دول مترامية الأطراف، متنوعة الموارد، عظيمة الإمكانيات، كثيرة السكان، فقد سيطرت على الكرة الأولمبية والمونديالية خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتعتبر نفسها بطلة العالم 4 مرات وليس مرتين كما يظن البعض، لأنها تتغنى بالذهب الأولمبي 1924 و1928.

السيليستي أول المستضيفين والفائزين، ليكون أصغر بلاد العالم تتويجاً وهو المستضيف الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة، ثم كان أول المتوّجين بعد الحرب الكونية الثانية، وفوق ذلك هو زعيم قارته بـ15 لقباً في كوبا أمريكا إلى جوار الأرجنتين مع ميزة أنه لم يخسر أي مباراة بأرضه ويا له من إرث!

سقوط السيليستي في المونديال تأخر حتى المباراة الـ12أمام منتخب المجر الذهبي، وفي المباريات الـ11 فازت بـ10 بسجل تهديفي 43/10 فأي رقم هذا!

الأورجواي أتحفتنا بعدد من عظماء اللعبة، أمثال جيجيا الذي سجل في كل مباريات منتخبه بكأس العالم 1950، والمشاكس الحالي سواريز عميد هدافي بلاده وشريكه في الخط الأمامي كافاني، وسلفهما فورلان حائز الكرة الذهبية المونديالية 2010.

مدرب الأورجواي في ستينيات القرن المنصرم أوندينو فييرا، قال جملة مشهورة يوماً ما فحواها أن للأمم تاريخاً تفاخر به، أما الأورجواي فلها كرة القدم نافذة تباهي بها الآخرين.

فرنسا متجددة دائماً

تأخرت الكرة الفرنسية في رد الجميل لأصحاب الفكر النير في انطلاق ركب البطولات، لدرجة أن لقبها الأول دولياً تأخر حتى يورو وأولمبياد 1984، فحققت في 60 يوماً ما عجزت عنه في 60 عاماً، وعلى صعيد الأندية ما زال لقب مرسيليا 1993 استثنائياً في الشامبيونزليج.

الكرة الفرنسية عرفت 4 أجيال ذهبية، الأول في الخمسينيات وتمحور حول كوبا وفونتين وجوانكيه وفينسنت، وحلّ ثالث العالم 1958، والثاني في الثمانينيات وتمحور حول بلاتيني وتيجانا وجيريس وباتس وغيرهم، وفاز بأمم أوروبا وحلّ ثالث ورابع العالم، والثالث مع نهاية القرن الـ20، مطلع الألفية الثالثة وتمحور حول زيدان وهنري وفييرا وبارتيز وغيرهم، وساد العالم 1998 وتزعم القارة 2000، واحتكر كأس القارات 2001 و2003، في مشاركتيه الوحيدتين والوصافة المونديالية 2006.

والجيل الرابع عماده مبابي وجريزمان وكانتي ولوريس، وكان الأقرب لزعامة القارة 2016، ثم أعاد اللقب إلى بلاد الزهور والعطور، وها هو يحلم بالحفاظ على اللقب.

مونديالياً ما زال رقم الهداف جوست فونتين 1958، برصيد 13 هدفاً حديث كل مونديال، وعجز بيليه ومارادونا وجيرد مولر وميسي ورونالدو عن تحطيمه، والحارس بارتيز بطل

«الكلين شيت» إلى جوار الإنجليزي شيلتون بـ10 مباريات، ويبقى زيدان الذي اعتزل بقمة مستواه في نهائي 2006، الأيقونة رغم القيل والقال حيال البطاقة الحمراء آنذاك.

إنجلترا المجد الضائع

إنجلترا مهد كرة القدم، ففي ميادينها نمت اللعبة وترعرعت وتبلورت صورتها، ونضجت شخصيتها وانطلقت بقوانينها ومبادئها لتعمّ العالم، فمنها ولدت اللعبة وعن طريق أبنائها انتشرت في شتى بقاع الأرض، وهذه الميزة تكفيها لتستحق مكاناً مرموقاً في رحاب الكرة رغم كل ما أصابها من هنّات كروية، فما بالنا أنها أحد طرفين في أول مباراة دولية، ودوريها الأقدم في العالم وكأسها أول بطولة كروية على وجه البسيطة.

لكنها في كأس العالم عانقت اللقب مرة واحدة بمداد من الجدل، وحلت ثالثة مرة ورابعة مرة ووصلت ربع النهائي مرات، لكنها خرجت من دور المجموعات 1950 و1958 و2014 وهذا عار، والمؤلم أنها أخفقت في الولوج للنهائيات 1974 و1978 و1994 وهذا أكثر عاراً.

أنجبت العديد من اللاعبين الذين حفظتهم سجلات المونديال، كبوبي مور أحد أيقونات الدفاع عالمياً، والحارس جوردون بانكس صاحب التصدي الأعظم مونديالياً، وجيف هيرست رجل الهاتريك الاستثنائي في النهائي، وبوبي تشارلتون عظيم اليونايتد، وهؤلاء حجر الأساس في لقب 1966 ومن منا ينسى جاري لينيكر هداف 1986، كما أن لاعبها روبسون من بين مسجلي أسرع الأهداف المونديالية، وفتاها مايكل أوين من بين مسجلي الأهداف الأجمل.

إسبانيا بلد الكلاسيكو

بدأت مشاركاتها بكأس العالم مبكراً 1934، وزعامتها تأخرت حتى 2010، ويكفيها أنها بلد الريـال والبرشا اللذين يتصدران حديث الصحافة والإعلام على مدار الساعة، وبفضلهما حافظت على سمعتها الكروية في ظل غياب بصمة المنتخب طوال القرن الـ20، إلا 1964 على الصعيد القاري، فظل هناك اعتقاد سائد بأن أمجاد الإسبان أجنبية الصنع، بفضل عديد العباقرة الذين قادوا الملكي والبرشا للريادة، كدي ستيفانو وبوشكاش وكوبا وكرويف وكومان وستويتشكوف، ولا يحق لها أخذ حيز بين العظماء، حتى الألفية الثالثة التي أجبرت النقاد على إنصافها والتخلص من هذه العباءة، فأضحت بين العظماء بفضل لُحمة لاعبي البرشا والريـال الذين وضعوا إرهاصات الكلاسيكو جانباً فكان النجاح الاستثنائي.

شمسها لم تغب عن المونديال منذ 1978 وهذا لم يبلغه إلا السامبا والتانجو والمانشافت، لكن معظم مشاركاتها مخيبة للآمال فلم تبلغ المربع الذهبي إلا مرتين.

الماتادور فاز بلقب المونديال 2010، وقبله وبعده بأمم أوروبا 2008 و2012، متربعاً على العرش الأوروبي بصحبة المانشافت، بفضل جيل خالد قوامه كاسياس وراموس، وبويول وبيكيه وإكزافي، وإنييستا وفيا وتوريس، وهذا لم يحصل مع منتخب كروي آخر، وبعدها خرج من الدور الأول عندما دافع عن اللقب 2014، ومن دور الـ16 في مونديال 2018، والفرصة سانحة لرد الاعتبار وبدء حقبة جديدة.

-21 نسخة سابقة لكأس العالم

- 8 منتخبات فقط فازت بالكأس

- 13 منتخبا خاضت مباريات اللقب

الألقاب

5

البرازيل

4

إيطاليا

ألمانيا

2

الأورجواي

الأرجنتين

فرنسا

1

إنجلترا

إسبانيا

منتخبات خسرت النهائي

- 4 مرات لألمانيا

-3 الأرجنتين و هولندا

-مرتان البرازيل و إيطاليا و المجر و تشيكوسلوفاكيا

-مرة واحدة السويد و فرنسا وكرواتيا