اعترف الجيش الروسي، بأن القوات الأوكرانية اخترقت دفاعات موسكو، في منطقة خيرسون الإستراتيجية الجنوبية، وهو إنجاز يوجه ضربة قوية لإحدى المناطق الأربع في أوكرانيا، التي ضمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، في إيجازه اليومي إنه «مع وحدات دبابات متفوقة في اتجاه زولوتايا بالكا، تمكن العدو من اختراق أعماق دفاعنا». وأضاف كوناشينكوف أن «القوات الروسية احتلت خطًا دفاعيًا مُجهزًا مسبقًا، وتواصل إلحاق أضرار نيران جسيمة» بقوات كييف.

فيما ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن أوروبا تواجه «مخاطر غير مسبوقة» على إمداداتها من الغاز الطبيعي هذا الشتاء، بعد أن قطعت روسيا معظم شحنات خطوط الأنابيب، وقد ينتهي بها الأمر إلى التنافس مع آسيا على الغاز السائل النادر.

أصعب الساحات

وتعد خيرسون واحدة من أربع مناطق ضمتها موسكو بشكل غير قانوني الأسبوع الماضي، بعد «استفتاء» متسرع نظمه الكرملين سخرت منه الدول الغربية، ووصفته بأنه تصويت زائف تحت تهديد السلاح. وكانت خيرسون واحدة من أصعب ساحات القتال بالنسبة للأوكرانيين، مع تقدم أبطأ بالمقارنة مع هجوم اندلاع أوكرانيا في الشمال الشرقي حول خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، والذي بدأ الشهر الماضي. وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، في تقريرها الفصلي عن الغاز الصادر، إن دول الاتحاد الأوروبي ستحتاج إلى تقليل الاستخدام بنسبة 13 ٪ خلال فصل الشتاء، في حالة قطع روسيا بالكامل وسط الحرب في أوكرانيا.

إشارات متضاربة

ومع تغير الخطوط الأمامية، استمر المسرح السياسي في موسكو. ووافق مجلس النواب في البرلمان الروسي بسرعة، على الموافقة على المعاهدات لأربع مناطق من أوكرانيا للانضمام إلى روسيا، وهي الخطوة التي سيتبعها مجلس الشيوخ. و أعطى المسؤولون والمشرعون الروس إشارات متضاربة، حول المجالات التي يتم دمجها بالضبط. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قبل التصويت إن منطقتي دونيتسك ولوهانسك تنضمان إلى روسيا بنفس الحدود الإدارية، التي كانت موجودة قبل اندلاع الصراع هناك في 2014، بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، لكنه أشار إلى أن مسألة حدود المنطقتين الأخريين - زابوريزهزهيا وخيرسون - لا تزال مفتوحة. وقال بيسكوف للصحفيين دون الخوض في تفاصيل «سنواصل مناقشة ذلك مع سكان تلك المناطق.»

عضوية الناتو

وهدد استيلاء بوتين على الأرض، بدفع الصراع إلى مستوى جديد خطير، كما دفع أوكرانيا إلى التقدم رسميًا بطلب للحصول على عضوية سريعة في الناتو في ساحة المعركة، وسلطت وسائل الإعلام الأوكرانية الضوء على صورة للقوات الأوكرانية، وهي ترفع الأعلام عند علامة قرية خريشينيفكا، التي تقع في نفس منطقة خيرسون حيث يبدو أن القوات الأوكرانية اخترقت الخطوط الروسية. وذكر المسؤول الرئاسي الأوكراني، أن السلطات الروسية منعت الناس من مغادرة مدينة خيرسون، وقدمت تصاريح خاصة لمن يريدون السفر. فيما واصلت أوكرانيا هجومها المضاد في منطقة خيرسون منذ الصيف، حيث قصفت خطوط الإمداد الروسية بلا هوادة وشقت طريقًا إلى المناطق الواقعة غرب نهر دنيبر التي يسيطر عليها الروس. واستخدم الجيش الأوكراني بنجاح قاذفات صواريخ HIMARS المتعددة، التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب الجسر الرئيسي عبر نهر الدنيبر في مدينة خيرسون، والسد الذي كان بمثابة معبر رئيسي ثانٍ. كما ضربت الجسور العائمة التي تستخدمها روسيا لتزويد قواتها بالضفة الغربية للنهر.

هجوم أبطأ

وعلى الرغم من الضربات الناجحة على خطوط الإمداد، كانت العمليات الهجومية الأوكرانية في الجنوب، أبطأ وأقل نجاحًا من الشمال الشرقي، نظرا لأن التضاريس المفتوحة تعرض بسهولة القوات المهاجمة لنيران المدفعية الروسية والغارات الجوية. ومع ذلك، اعترف المدونون العسكريون الروس المقربون من موسكو، بأن أوكرانيا لديها قوة بشرية متفوقة، مدعومة بوحدات دبابات، في المنطقة. فيما هاجمت روسيا مسقط رأس الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وأهداف أخرى بطائرات انتحارية بدون طيار، واستعادت أوكرانيا السيطرة الكاملة على مدينة شرق إستراتيجية في هجوم مضاد أعاد تشكيل الحرب. وناقش زيلينسكي في خطابه المسائي تحرير ليمان، الذي كان الروس قد استخدموه كمحور لوجستي رئيسي، وخط المواصلات في الشمال الشرقي. ليمان، الذي استعادت أوكرانيا السيطرة عليه من خلال محاصرة القوات الروسية، موجود في منطقة دونيتسك بالقرب من الحدود مع لوهانسك.

آخر التطورات

- القوات الأوكرانية تواصل هجومها وتطالب بتحقيق مكاسب جديدة

- روسيا تهرب الحبوب الأوكرانية للمساعدة في دفع ثمن حرب بوتين

- أوروبا تواجه «مخاطر غير مسبوقة» من نقص الغاز، كما تقول وكالة الطاقة الدولية

- الروس الهاربون يتبعون طريق 1917 لاجئين إلى إسطنبول

- صوت مجلس النواب بالبرلمان الروسي على الموافقة، على المعاهدات الخاصة بأربع مناطق من أوكرانيا للانضمام إلى روسيا.

- أسفر القصف الروسي لثماني مناطق أوكرانية، عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 14 آخرين

- تم تنفيذ هجوم صاروخي على مدينة زابوريزهجيا، التي تخضع أجزاء منها للسيطرة الروسية، والتي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني.

- استدعت وزارة الخارجية البولندية السفير الروسي للاحتجاج على ضم روسيا غير القانوني، لأربع مناطق أوكرانية الأسبوع الماضي.