الترجمة الآلية للنصوص، بدأ العمل عليها منذ الخمسينيات، بل إنه وفي تلك السنين كان العلماء والباحثون، يتوقعون أن يتم حل مشكلة الترجمة الآلية إلى الأبد، ولكن الواقع أثبت غير ذلك، فمنذ الخمسينيات والأبحاث ما زالت مستمرة، لإيجاد أنظمة يمكنها الترجمة الآلية بين اللغات.
وفي الآونة الأخيرة، برع أحد أنواع الخوارزميات في مجال الترجمة الآلية، وهي خوارزميات الخلايا العصبية، ومن اسمها يمكن معرفة أن هذه الخوارزميات تتبع نفس أسلوب عمل الخلايا العصبية في جسم الإنسان، فهذه الخوارزميات تحتوي على عدد من الطبقات، والخلايا، والشبكات، التي تمر من بينها البيانات، وفي كل مرة تتحرك البيانات بين مختلف الطبقات، فإن الخوارزمية تقوم بحساب احتمالات الوصول لنتيجة معينة، وكما وصف البروفيسور دزميتري باهداناو «Dzmitry Bahdanau» في بحث نشره مع فريق في العام 2017، إبان أبحاثه في جامعة جايكوب «Jacobs University» الألمانية، فقد ذكر البروفيسور دزميتري أنه وفي حالة الترجمة تحديداً، فإن الخوارزمية تحاول تمرير الجملة التي يرغب المستخدم في ترجمتها، بين مختلف طبقات الخلايا العصبية الرقمية داخل شبكاتها، لتكون محصلة تمرير تلك الجملة، أن يخرج من شبكات الخلايا ترجمة للنص المدخل.
وقد توسع استخدام الترجمة الآلية بخوارزميات الخلايا العصبية، فأصبحت تستخدم للترجمة بين عدد من اللغات في آن واحد، وليس بين لغتين فقط، وقد توصل الباحثون إلى آلية تجعل الطبقات داخل شبكات الخوارزمية، وأثناء مرور النص بها، تبحث عن الترجمات المتاحة له، في مختلف اللغات التي تم تصميم الخوارزمية أو النظام من أجلها، وهذه العلمية وإن كانت تعد غاية في التطور، إلا أنها في المقابل، تستهلك كثيرا من الموارد والوقت، ولذا فيعمد الباحثون إلى إيجاد طرق لتقليل الضغط على الخوارزمية العصبية، أثناء الترجمة بين مختلف اللغات.
اقترح العديد من العلماء طرقاً لتقليل الموارد اللازمة، للترجمة بين مختلف اللغات، باستخدام خوارزميات الخلايا العصبية، ومن أحدث المقترحات في هذا الجانب، بحث نشره مهندس اللغات الطبيعية زيهوي لين «Zehui Lin» والذي يعمل بشركة بايت دانس
«ByteDance» التي تقف خلف التطبيق الشهير تيك توك «TikTok»، فقد اقترح مع عدد من الباحثين في عام 2021، في بحث نشره، اقترح أن يتم تخصيص جزء من الشبكة داخل خوارزميات الخلايا العصبية لكل لغة، بحيث يمر النص المراد ترجمته
في مسار محدد لكل لغة، داخل طبقات الخوارزمية، دون الحاجة إلى المرور بكامل الطبقات، وقد حققت هذه الطريقة تقدماً ملحوظاً مقارنة بالطرق الأخرى لخوارزميات الترجمة العصبية.