انتهى قبل أيام قليلة معرض الكتاب الدولي بالرياض، وقد تخللت هذه التظاهرة فعاليات أدبية وثقافية وفنية كثيرة، وعلى هامش إحدى فعاليات البرنامج الثقافي المواكبة للمعرض، لفتت انتباهي إحدى الشابات السعوديات الطموحات، أحسبها كذلك، استمعت واستمتعت لإدارتها لإحدى الندوات المصاحبة للمعرض، الأستاذة الفاضلة أصالة عبدالرحمن كنبيجة، الحاملة لشهادة الماجستير في مجال الخدمة الاجتماعية، شدني حديثها المتناغم وأسلوبها الراقي في الحوار وإدارة الندوة، وجذبني عمق الأسئلة المطروحة على الضيوف المشاركين في تلك الندوة، وهو إن دل فإنما يدل على شغفها بالعلم والمعرفة وعشقها لقراءة الكتب.

الشيء بالشيء يذكر، كثيرة هي مفردات الجمال التي نظمت وسطرت أبياتا شعرية ثناء في الكٍتاب، وما يقال من إشادة في الكتب يقال أيضاً في مؤلفي هذه الكتب دون شك، يطيب ويحسن الحديث عن الكتاب ما لا يطيب لغيره من أدوات المعرفة، لأنه الأصل، والحق يقال، لولا المؤلفات الثمينة والكتب النفيسة التي تذخر بها المكتبات لما بلغ العقل البشري هذه المراحل العلمية المتقدمة من المعرفة التي نحصد ثمارها على كافة المستويات وجميع الأصعدة يوما بعد يوم.

ثمة فئة من الكتب لم تر النور على الوجه الأمثل، وبالتالي ثمة مؤلفين أيضاً لم يلتفت إليهم أحد، على غزارة إنتاجهم العلمي وفيض محصولهم الأدبي والثقافي، وإن كانت العلوم من وجهة نظري الشخصية لا تؤخذ بالكم على حساب الكيف، هناك إصدارات ورقية وأخرى إلكترونية لم تنل حظها في الذكر والظهور، وأصحابها لم يأخذوا نصيبهم في البروز، لسبب أو لآخر نجهله، مع أن مؤلفاتهم كانت ومازالت حاضره على مستوى الساحة الثقافية وعلى صعيد الأندية الأدبية الخاصة والمغلقة، على مستوى الملتقيات المحلية التي تقتصر على المعارف والأصدقاء فقط، مع تمييز جزء كبير من محتوى هذه المؤلفات.

لا يمكن القول إن هذه الفئة غُيبت عن قصد من بين بقية الفئات الأخرى، لكنه سؤال مطروح، بالفعل لماذا هناك فئات مغمورة وما أسباب غيابهم عن الساحة الأدبية، لماذا هذا العزوف من المؤلفين عن مثل هذه الملتقيات (معرض الكتاب)، وعن المشهد الثقافي والإعلامي بشكل عام، مع أن معارض الكتب تعد فرصة سانحة لهم، ومجالا مهيئا ومناسبا جداً لعرض أعمالهم الأدبية والثقافية والعلمية.