استجارت المدن السورية من بطش وعنف حملات الاعتقالات والمداهمات التي تشنها قوات الأمن والشبيحة ضد المعارضين للنظام والمطالبين برحيل الرئيس بشارالأسد ونظامه. وأكد ناشطون سوريون أمس أن الحملة الأمنية في عدد من المدن أسفرت عن اعتقال العشرات، فيما بلغ عدد المعتقلين في حمص وحدها منذ الأحد الماضي 923 معتقلا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن "قوات الأمن في ديرالزورأطلقت الرصاص الحي على مشيعي الناشط في المرصد زياد العبيدي الذي تحولت جنازته إلى مظاهرة شارك فيها نحو سبعة آلاف شخص مطالبين بإسقاط النظام".

وفي ريف دمشق، أضاف المرصد أن "قوات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الزبداني أمس ونصبت الحواجز في الشوارع وبدأت حملة مداهمات للمنازل بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية أسفرت عن اعتقال 25 شخصا بينهم 3 فتيات".

كما أكد "اعتقال نحو 19 شخصا في مدينة الضمير" التابعة لريف دمشق.

من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن "قوات الأمن والجيش تقطّع أوصال الزبداني ومضايا بالحواجز"، مشيرة إلى "اقتحامات للبيوت وتكسير للأبواب والأثاث واعتقالات عشوائية تترافق مع إطلاق نار كثيف في كافة أنحاء المدينة".

وفي ريف حمص (وسط)،قامت"عناصر أمن وشبيحة بمؤازرة الجيش بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في قرية تير معلة وقرية الغنطو والدار الكبيرة وسط إطلاق نار عشوائي".

وفي ريف درعا (جنوب)، أشارت اللجان إلى "إضراب عام للمحال التجارية وجميع المدارس في داعل أمس لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على القمع وحدادا على أرواح الشهداء".

وشهدت داعل أول من أمس تشييع 7 قتلى قضوا بنار رجال الأمن خلال مشاركتهم في تظاهرة "جمعة أحرار الجيش".

وبالتزامن مع ذلك، أكد المحامي ميشيل شماس أن القضاء السوري أفرج أمس عن المعارض البارز مازن عدي المعتقل منذ 11 مايو الماضي، بكفالة مالية قدرها 30 ألف ليرة سورية (600 دولار) وقرر محاكمته طليقا.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مقتل "عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح اثنين آخرين بكمين في حي الجراجمة بحماة (وسط)".

وفي القاهرة، دعا رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير وإجراءات فورية تجاه تصاعد أعمال البطش ضد الشعبين السوري واليمني. وشدد في بيان صدر عن مكتبه بالقاهرة أمس "على ضرورة أن يتم التأكيد على حق الشعبين في الحصول على إصلاحات سياسية ترسي قواعد الحكم الرشيد القائم على حرية التعبير واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان".

وأضاف "أن البرلمان العربي في اجتماع دورته العادية الثانية التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية مؤخرا دعا الجامعة وأمينها العام لاتخاذ قرار بتجميد عضوية كل من سورية واليمن في الجامعة وسائر المنظمات العربية حال عدم استجابة النظامين في أسرع وقت ممكن لمـطالب الشعبين الشقيقين".