بانقراض إذاعة تمددت موجاتها على الأثير عشرات السنين انطوت معها إلى الأبد صفحة سوداء من أساليب الخداع الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام، وضخ الأخبار الموجهة المفبركة والتقارير المزيفة.

هنا سوف يسأل التاريخ الزمن.. كيف دار دورته وأفنى نعيق شؤم وخراب؟

وإلى أن يقول كلمته يبرز السؤال المهم.. ما هو مصير ربيباتها «المرجفات» المرئيات بهوى مجوسي إخونجي أكثر كذبًا وتلفيقًا وحقدًا على شرفاء الأمة العربية، وتلميعًا وترويجًا لشذاذ الآفاق والإرهابيين وأهل الفتنة والظلام، والتحريض على الكراهية بين الشعوب وإشعال الفتن.

أعتقد أنه بهلاك قدوتهم بدأ البساط ينسحب من تحت تلك الأورام «الفضائحية»، التي استعانت بشيوخ الدم، وممن باعوا ضمائرهم وأوطانهم وكرامتهم بعد أن فاحت الروائح النتنة، وانكشف المستور من سراديبها «واستوديو عاهاتها» القذرة.

ويعلم المشرفون عليها جيدًا أن مواسمها أجدبت، وحصادها المُر احترق، ولم يبق في هياكلها اليوم إلا سواد الآراء، وإفلاس القيم، وتفاهة المحتوى والمضمون، ورغم ذلك يكابرون بروح شيطانية ويأس، حتى فلاتر الشاشات خذلتهم في إخفاء تقرحات الكذب ودمامل الفجور على الوجُوه الذليلة البائسة، والأصوات النكرة من مذيعين ومراسلين، ومن يستضيفونهم يتقيأون جميعهم خزيًا وسفالة وأصبحوا مضحكة لشعوب

الأرض بسبب حماقتهم وحقدهم الدفين.

وكمثال واحد يتساءل الناس كيف يصدقون الفاسد «الهامشي» في المستغلة ينبح ليل نهار عن القيم والوطنية والأخلاق، وهو مطرود من وطنه، منبوذ من شعبه، فشل في جمع عشرة أشخاص لتكوين حزب، وفوق ذلك يريق ماء وجهه ويبيع كرامته من أجل المال.

وهو مرتزق بين عشرات مرتزقة الشاشات من أشباه الرجال لم ينتبهوا إلى فوارق التوقيت في عالم يمور بالأحداث والتغيرات المتسارعة، وصعود أجيال عربية جديدة متعلمة ذكية لا تهزها صناعة الأباطيل على طريقة «ينضم إلينا» و«يقول مراسلنا»، كما أن البيئة الإعلامية والاجتماعية الآن في الوطن العربي غير مناسبة تمامًا لتلك البالونات الإعلامية الهرمة، التي انخدع البعض بها سنوات قامت برامجها على مهاجمة دول عربية ناجحة مستقرة، اختارت العلم والتنمية والمستقبل واهتمت بأبنائها، بينما أولئك المنبطحين المطرودين من بلدانهم التي تعاني أساسًا التخلف والظلم والفوضى والانحدار في كل شيء لم يوجهوا غضبهم إلى أوطانهم وحكوماتهم.

لكن الحقد والخيانة والدونية تجري في دمائهم جريان بالوعات ضاحية زميرا، حين أوجز سنوات عمالته وخرابه ودماره لشعبه بقوله «خلاص بدنا ناكل عنب»، بينما هو يرتع ومن معه في العنب المعتق يوميًا طوال حياتهم.

وأخيرًا شاء من شاء وأبى من أبى، سيعصف الزمن قريبًا بتلك المرئيات الشيطانية بوابات الخراب والشرور، كما فُعل بأشياعها من قبل وسيكتب التاريخ كلمة الفصل والحق عاجلأً أم آجلا.