تشكل ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مناسبة سنوية مبهجة لكل مواطني بلدنا الغالي، وفيها تتجلى مشاعر المخلصين المحملة بالولاء والانتماء، وتتوالى الدعوات الطيبة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ولكل المخلصين في وطننا بأن يحفظهم الله وأن يوفقهم لكل خير، وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا ويحفظ مقدساتنا بحفظه الكريم.

كما أن هذه المناسبة المميزة تدعونا دوماً لتذكر المنجزات المتوالية والتي تمت في هذا العهد الميمون، وهي منجزات وقفزات تحقق في مجملها مستهدفات الرؤية المباركة للمملكة، كما أنه من خلال التحليل الإستراتيجي لهذه المنجزات نجد أنها تتوافق وترتبط بشكل كبير بمجالات التنمية المستدامة التي تُعد من أهم الرؤى التي تحرص عليها الدول حول العالم.

ومن المعروف أن من أهم أهداف التنمية المستدامة تحقيق جودة الحياة للمواطنين وتحسين الظروف المعيشية لجميع الأفراد، وضمان الحياة الكريمة لهم، بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي والبيئي والصحي.

ونحمد الله كثيراً أننا وفي ظل الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والمخلصين من الرجال والنساء في وطننا الغالي خطت المملكة العربية السعودية خلال هذا العهد الميمون خطوات مميزة تدعم التنمية المستدامة في كل المجالات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الثاني من عام (2022م) ارتفاعاً بنسبة (12.2%)، والذي يتضمن ارتفاع نمو الناتج المحلي للأنشطة النفطية وغير النفطية، وهو مؤشر ينعكس بالضرورة على التنمية في مختلف المجالات، ويشكل نجاحاً للسياسة الاقتصادية المتوازنة للمملكة- ولله الحمد.

كما أنه بالتوازي مع هذا النمو الرائع في الجوانب الاقتصادية لاحظ الجميع موازاته للنمو في الثروة البشرية السعودية، وانعكاسه على المؤشرات البشرية والخاصة بمجال الإبداع والابتكار، فالكل قرأ نتائج المملكة في مؤشر الابتكار العالمي، حيث قفزت المملكة (15) مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي (2022م)، ودخلت قائمة (العشر الأوائل) في عدد من المؤشرات الفرعية، ومنها المرتبة الرابعة في مؤشر القيمة السوقية، والمرتبة السادسة في الوصول إلى الاتصالات وتقنية المعلومات، والمرتبة السابعة في الاستثمار في رأس المال الجريء.

وبالضرورة فإنه وبالتخطيط السليم لاستثمار الموارد المالية سينعكس هذا النمو على التنمية البشرية وارتفاع معدل القوى العاملة، وانخفاض للمعدلات الاقتصادية السلبية، حيث لوحظ وفي نفس الفترة انخفاض معدل البطالة لدى السعوديين بمقدار (0.4%)، مقارنة بالربع الأول من نفس العام، كما ارتفع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديين بمقدار (1.7%) مقارنة بالربع الأول من نفس العام.

إن هذه المؤشرات المبشرة في الجوانب الاقتصادية والبشرية، ونمو الجيل الجديد وتطوره في مجال الابتكار، يدل وبشكل لا جدال فيه أننا نعيش فترة مميزة من تاريخ المملكة، نتجت بعد فضل الله من تأثير قيادي مميز يستثمر في رأس المال البشري، ويحرص على تحقيق التوازن والتنمية المستدامة التي تركز بشكل أساسي على الإنسان وتنميته، واستفادته من النمو الاقتصادي ورفع نصيبه من الناتج المحلي للوطن.

نسأل الله أن يحفظ ويسدد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأن يمد في عمره، كما نسأله تعالى أن يحفظ ويوفق ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لما فيه خير أمتنا ووطننا، وأن يوفق كل الأنفاس المخلصة من رجال ونساء بلدنا الحبيب، ودمتم بخير.