اكتشفت، مؤخراً، أن الصقور وصيدها، أو الصيد بها، هواية لا تخلو من المغامرة والإثارة، حتى لو كان ذلك في إطار تسابقي احتفالي، كالذي ينظمه نادي الصقور السعودي حالياً في مقره بملهم (شمال مدينة الرياض)، من خلال مزاد نادي الصقور، المختص في الطرح أو الصيد المحلي، الذي يمارسه الطواريح السعوديون في مناطق مختلفة من المملكة، في مثل هذا الوقت من كل عام، حيث موسم هجرة الصقور عبر أجواء المملكة الحبيبة.

المتابع لأخبار مزاد الصقور في نسخته الثالثة هذا العام، سوف يكتشف ما تحمله أخباره من إثارة وأجواء حماسية، ليست في مبيعات الصقور فقط التي تصل لملايين الريالات، وإنما أيضا من خلال مسابقة (الملواح)، التي أطلقها النادي عبر فعاليات المزاد مؤخرا، والتي يتنافس فيها الصقارون عبر أشواط تضم بعض أنواع الصقور، وتعتمد فكرته على مناداة الصقر باستخدام ريش بعض الطرائد مثل الحبارى أو البط، فيما يشبه الطرائد التي يصيدها في الحياة البرية، وبمجرد رؤية الصقر للملواح؛ ينطلق تجاهه بسرعة تتجاوز الـ70 كلم/ ساعة، وتحتسب الفروق بين الصقور الفائزة بأجزاء الثانية، وهذا السباق يوضح كفاءة الصقر، كما يؤكد قدرة الصقار على تدريبه.

الهدف من هذا السباق جذب عشاق الصقور، واستقطاب الشباب لممارسة تلك الهواية من خلال ما تحمله من إثارة، وكذلك تطوير المهارات بالصقارة، وتمكين الصقارين من ممارسة هوايتهم، عبر جوائز قيمة خصصها للفائزين، ما يرفع من مستوى التنافس، ويضفي أجواء من الحماسة بين المشاركين.

استطاع هذا النشاط، أن يخلق حالة من الزخم حول هذه الهواية التراثية العريقة، ونجح في لفت الأنظار إليها، خاصة الشباب والأجيال الجديدة التي كادت تنسى هذه الهواية ذات السمات العربية الأصيلة، التي عرفها الآباء والأجداد، ثم أحياها نادي الصقور من جديد، وأعاد إليها روادها ومحبيها، بعد أن أوشكوا على هجرها والتخلي عنها، نظراً لما كانوا يواجهونه من معوقات ومصاعب، هددت الهواية العريقة بالاندثار.

ولعل أكثر ما يثير الإعجاب في المزاد أو أي فعاليات أخرى ينظمها النادي على مدار العام، أنها تأتي انطلاقاً من وعيٍ كاملٍ بالدور والهدف والرسالة، وكيف أنهم لا يسعون فقط للحفاظ على الهواية، بل يهدفون إلى نقلها إلى الأجيال الحالية والمقبلة، لتصبح هواية مستدامة، تعبر عن هوية ثقافية يتميز بها الإنسان العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص.