من نعم الله علينا في هذا الوطن المبارك أن الأمن والخير والصحة والتعليم عم أرجاء الوطن وعم جميع أفراد المجتمع..

لذا فمن باب شكر النعم أن نحمد الله عليها.. وفي الوقت نفسه علينا أن نتذكر أن هناك أعداء وخصومًا لا يسرهم ما نحن فيه من خير، ولذلك أحببت أن أقدم عدة تنبيهات ألتمس فيها التذكير والتناصح بيننا كمجتمع تربى على القيم والتضحية والوفاء والولاء الصادق لقيادتنا الرشيدة والانتماء الوفي للوطن الغالي.. فنحن شعب الجسد الواحد، إذا أشتكى منا عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..

أولى هذه التنبيهات: أن نحافظ على قيمنا وأخلاقنا وأن نسعى في ضبطها وأن نحسن في تربية أبنائنا بالحكمة والمحبة والمعرفة والثقافة الصائبة، وكذلك أن نحسن في علاقاتنا الأسرية ونجلب لها السعادة والمودة والرحمة وأن نتعامل بالتسامح والتغافل ونعمم الكلمات الطيبة والسلوك الحسن، ولا نشيع بأي حال من الأحوال أي أنواع من الخصومات والفتن والفرقة بين الأفراد أو بين صفوف المجتمع.

‏ثانيا: التعاون الصادق والمستمر في التمسك بشخصية القدوة الحسنة والتعاون الإيجابي بين أفراد المجتمع والتعاون الجاد مع الجهات الأمنية في الإسهام الراقي والوطني في المحافظة على ركائز الأمن الوطني والدفاع عن سماء وبحار وأراضي وأمن ومصالح الوطن بالجسد والدم والولد، والوقوف صفا واحدا في التصدي للشائعات والإسهام في مكافحة المخدرات وجميع ما يخل بأمن واستقرار الوطن.

ثالثا: أننا ولله الحمد كمجتمع متحضر وبفضل الله وتوجيهات قيادتنا الرشيدة نضجنا فكريًا وثقافيًا وأصبحنا على مستوى عال من الفكر الإيجابي والوعي الإدراكي، فإلى متى هجر الأرحام والحسد والغيبة والنميمة وإيذاء الآخرين بالكلام القاسي والقطيعة، صحيح أنها أهواء من الشيطان، ولكن علينا أن نتعوذ منه ولا نجعل له طريقًا ولا نتحجج به، فهناك أدعية وأذكار بإذن الله تعيننا في الخلاص من مكره وخداعه.

رابعا: لنتعاون فيما بيننا بقدر ما نستطيع في دعم جميع المبدعين والموهوبين والمخترعين والمبتكرين وأصحاب ريادات الأعمال وغيرهم، علينا ألا نعيق تقدمهم أو نقصيهم لأي أسباب غير مشروعة، فتلك مواهب وطنية وموارد اقتصادية معرفية للوطن والواجب منا التعاون معهم ودعمهم فجميعنا في مركب واحد.

خامسا: لنتذكر في أي عمل نقدم عليه أن الله يرى، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.. وهل جزاء الإحسان الإ الإحسان.. ومن يعمل سوءًا يجز به، أعتقد أن الأمر واضح وجلي للجميع.. ولكن يتطلب منا حسن النوايا والمثابرة على الأعمال والسلوكيات السوية والرائعة والمحببة للنفوس.

سادسا: لنقضي على عنصرية القبيلة وكراهية الآخرين والفوقية والغرور والكبر والتعالي على الناس فما نحن فيه من خير فمن الله وحده، علينا اقتفاء أثر الأعمال التطوعية وتقديم الصدقات للمحتاجين واليتامى والأسر الفقيرة والمساهمة قدر الاستطاعة في تسديد ديون الغارمين وفق ما هو موجود بهذا الخصوص وفق الأنظمة والتعليمات المعمول بها.

‏سابعا: لا نأكل الحرام ولا نعتدي على أموال الضعفاء واليتامى، ولنعطي كل ذي حق حقه وفق ما جاء في شرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ونستمر في العطاء وفي مقابلة الآخرين بابتسامة صادقة والبدء في السلام فخيركم من بدأ بالسلام، والعمل الاجتماعي الحسن في إصلاح الخصومات ودفنها بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء.

‏ثامنا: أن نحرص على نشر الخير ولا ننقطع عنه، علينا أن نساهم في غرس الأشجار، ونظافة الطرقات والأماكن العامة والحدائق وغيرها، ونلتزم بالأنظمة والتعليمات المحددة أثناء قيادتنا للمركبات ونحترم حقوق المشاة والإشارات المرورية والتحذيرية وننصح أبناءنا بالتقيد بها من أجل سلامتنا وسلامة الجميع.

تاسعا: يجب أن نسجل بصمات رائعة عن شخصيتنا وعن طباعنا وعن سلوكياتنا عند الآخرين سواء داخل الوطن أو خارجه، علينا أن نمتثل بالقيم السوية، وبالفكر الراقي والسلوكيات الحسنة والتعامل الحكيم في الأماكن العامة والمطارات والأسواق والحدائق والأماكن الترفيهية بعيدا عن دائرة المخالفات والسلوكيات السلبية وأماكن الشبهات.

عاشرا: لا نكتفي بالتعليم الذي حصدناه في السابق بل نستمر في طلب العلم من خلال الإمكانيات المتاحة في الفضاء السبراني والتعليم عن بعد في كافة المجالات، ننمي من معارفنا وثقافتنا ومواهبنا ومواهب أفراد أسرنا بقدر ما نستطيع ولا ننسى أو نتغافل عن قراءة كتاب الله وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

‏الحادي عشر: الإخلاص في جودة سير أعمالنا ونحسن من مستوى أدائنا في مهامنا سواء كنا في قطاعات حكومية أو قطاعات خاصة، وأن نلتزم بتحسين مستوياتنا ونقدم أفضل ما لدينا وفق رؤية قطاعاتنا من أجل شرف خدمة المراجعين وإنجاز متطلباتهم بأفضل الطرق والوسائل وأن نعكس الانطباع الحسن والمشرف والمتميز.

الثاني عشر: أن نلتزم بقيمنا ونفخر بولائنا لقيادتنا الرشيدة ونعتز بانتمائنا لوطننا الغالي، وسندافع بعزيمة وإصرار عن ديننا ثم مليكنا ووطننا بكل ما نملك وحتى آخر قطرة دم.. فوطننا وطن التوحيد غالٍ ولا نفرط في الحفاظ على أمنه واستقراره والمساهمة في البناء والتنمية في كل زمان ومكان.

وأختم بهذه التنبيهات: أن نعتبر من الموت، فكفى بالموت واعظا، لا تغرنا الصحة ولا المال ولا النسب ولا الجاه، فنحن في الأخير مصيرنا الموت والحساب، فلنعمل بأمانة وإخلاص وصدق ونبتعد عن كل ما يسيء لنا في حياتنا وبعد مماتنا، نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا.

* عبدالله محمد عسيري