أحد الشتائم المتداولة بكثرة «عمى بقلبك» وحتى من باب المزاح.

إذا تناولنا هذه المزحة وعرجنا على ثقالة الدم، كما يرد عند الكثير، إذا اعترضت على أن يشتمك أحدهم بها «عمى». فإننا وبصدق إذا تناولناها كمادة حياتية، فهي صفة فردية وجماعية، كما تناول القرآن الكريم الكثير من أنواع العمى، فإننا بهذا في الأغلب مصابون بهذا العمى، وأن هذه الدعوة تصيب، حيث إن العمى قد أصابنا فعلًا، في كثير من جوانب حياتنا، حتى أصبح الأعور منا مسؤولا في حيه. إذ إن ما أصابنا من العمى الإدراكي واللاإدراكي.. لضرر «يخلف الله علينا فيه». فما يصيبنا من انكسارات في حياتنا، تؤدي للعمى الكلي، كالتعلق بوظيفة أو البحث عن امرأة بعينها، أو حتى التعلق بحلم، بعلم، أو التحيز والتعصب والحب وكل ما لا ندركه بالبصر.

إن المسألة لا علاقة لها بالآخر، فنحن من يحجب الرؤية عن الفرس حتى يرى طريقًا واحدًا، دون أن نسمح باسم الاختيار، أن نتحسس الطريق.

من هنا ندرك أن البصيرة، هي مربط الفرس يا رفاق. وحيث إنني التحقت بالفروسية مؤخرًا، فأنا أؤكد لكم أن الحياة تشبه ركوب الخيل تمامًا، لن تكون فارسًا حتى تسقط عدة مرات، تحارب ذاك العمى الذي يصيب الخيل إذا لمسته من بطنه فيرفسك، بكل قوته دفاعًا عن نفسه.

أرفس كل ما يقود حياتك لمنطقة العمى، ليس عيبًا أن تغير رأيك، ليس عيبًا أن توجعك التجربة، لكن لا تستسلم للظلام، لا تتحيز لشيء إطلاقًا، ولا تعلق نفسك بشيء إلا بالله.

حقيقة أدركتها بالتجارب الصعبة التي كنت فيها عمياء فعلًا، هل هو بفعلي أم بفعل فاعل؟

ليست قضيتي، قضيتي كانت أن أبتهل طويلًا حتى استجاب الله، وأخرجني من عمى قلبي وظلامه، لنور هو قدره لي بلطفه، لكنني عملت بالأسباب ولم أقف مكتوفة الأيدي، تحسست كل الطرق الممكنة لأخرج من كبوة انكسر فيها ضلع الصبر، وجبره الله لأكمل حياتي، فقط لأنني وقعت، وأمي فقط من «سمى عليّ».