تخطط بطولة "ون"، أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم، لإقامة عروض مباشرة في المستقبل القريب على الأراضي السعودية، حيث تشهد نمواً جماهيرياً هائلاً في السنوات القليلة الماضية، حسبما قال رئيس المنظمة هوا فانغ تيه.

وعروض بطولة "ون"، التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، تُبث في أكثر من 150 دولة حول العالم، ومنها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشاهد جمهور الفنون القتالية تلك العروض عبر قنوات "بي إن سبورت" منذ أن عقد الطرفين شراكة متعددة السنوات في سبتمبر.

وتضع بطولة "ون" السعودية في قلب خطتها للتوسع في المنطقة، حيث تأمل المنظمة أن تؤسس بيئة للفنون القتالية، تتضمن أكاديميات تعلّم تخصصات الفنون القتالية المختلفة وتوفّر تدريبات على أعلى مستوى وتحت إشراف خبراء محترفين، بهدف إنتاج أبطال محليين بشكل مستدام في بلد يمتلك تاريخاً من إنتاج رياضيين شاركوا في مسابقات قارية وعالمية لمختلف التخصصات في الفنون القتالية.

عن خطة طريق "ون" في الشرق الأوسط، قال تيه: "بدأنا باتفاقية النقل مع بي إن سبورت، ولدينا جمهور كبير على وسائل التواصل. وفي وقت ما، نريد أن نقيم عروضاً بانتظام وأكاديميات للفنون القتالية، كي ننقل البيئة الحاضنة للفنون القتالية إلى بلدان الشرق الأوسط، وفي مقدمتها السعودية".

لا عجب أن وصلت القيمة السوقية لمجموعة "ون" القابضة – التي تتألف من بطولة "ون" للفنون القتالية و"ون إيسبورتس" للألعاب الإلكترونية إلى قرابة الـ 1.4 مليار دولار. فقد شهدت المجموعة، التي أسّست في العام 2011، نمواً هائلاً في شعبيتها حول العالم، وقد تخطى عدد المشاهدات على منتجاتها من الفيديو عبر الوسائل الرقمية حاجز الـ13.8 مليار، مما جعلها ثاني أكثر علامة تجارية رياضية مشاهدةً في العالم بعد الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية (NBA) في العام 2021 حسب أرقام شركة "نيلسن" العالمية للإحصائيات.

وراء كل تلك النجاحات، عروض مباشرة رائعة يشارك فيها نخبة الرياضيين في الفنون القتالية من أكثر من 80 دولة حول العالم.

وتصبّ "ون" اهتمامها الآن في منطقة الشرق الأوسط، حيث تأمل بأن تنقل تجربتها الرائدة في الفنون القتالية إلى السعودية بهدف تخريج جيل جديد من الأبطال وإعطائهم منصة عالمية لإبراز قصصهم في الكفاح وتحدي الذات، وإرشادهم كي يتمكنوا من بناء مسيرة احترافية على قواعد نفسية وقيمية سليمة.

وقال تيه: "عندما نتحدث عن بطل، الأمر لا يتوقف عند امتلاكه القدرة العالية في القتال، بل إن هذا البطل عليه أن يلعب دور المثل الأعلى للآخرين ويتشارك قيمنا وهي قيم الفنون القتالية على مر العصور وهي النزاهة والتواضع والشرف والاحترام والشجاعة والانضباط والتعاطف".

وأضاف: "في بطولة ون، نعرّف عن أنفسنا دوماً من خلال القيم والأبطال والقصص. نريد أن نخبر قصص الأبطال السعوديين على مسرح عالمي".

تيه، الذي زار السعودية أكثر من مرة إلى جانب الرئيس التنفيذي لبطولة "ون" وحضر الاثنان "مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار" في أواخر أكتوبر، عبّر عن إعجابه بـ"رؤية 2030" وتمنّيه بأن تلعب "ون" دوراً في تحقيق أحد أهدافها في زيادة مشاركة الشباب في الرياضة في بلد يرى تيه أنه "أرض خصبة" للمواهب.

وقال: "الرياضة والترفيه يشكلان جزءاً كبيراً من رؤية 2030 ونحب أن نفكر بطريقة لنشارك بها، من خلال إطلاق أبطال من هنا، يحملون قيماً ويخبرون قصصهم للعالم ليكونوا قدوة للمجتمع".

وأضاف: "وبسبب وجود مواهب كثيرة هنا، نرى فرصة كبيرة لإيجاد أبطال سعوديين وإبرازهم. نودّ أن نشارك في صناعة بطل في الفنون القتالية من السعودية".