لم تكن الرياضة يومًا ضمن اهتماماتي وللناس فيما يعشقون مذاهب، ولكن الفوز التاريخي للمنتخب السعودي الشقيق لكرة القدم على منافسه الأرجنتيني بهدفين لافتين أثلج صدري كثيرا كغيري من محبي المملكة العربية السعودية، ومن هنا أتقدم بأخلص التهاني إلى أبناء هذا البلد الأمين أشقائي السعوديين والسعوديات، مشيدا بالفريق الأخضر بما قدمه من ملحمة كروية باسلة.

لم تكن الرياضة يوماً من اهتماماتي، وأذكر أنه عند التحاقي بصحيفة «الوطن» السعودية، وهي مدرسة صحفية متميزة، كان لي شرف الانتماء إلى قسمها السياسي في زمن مضى، سئلت عن الأقسام التي يمكنني العمل فيها وخوض الاختبار التحريري للانضمام إليها، فأجبت: كل المجالات إلا الرياضة، لعدم اهتمامي بها وضآلة معلوماتي في هذا الفن الجميل، وبناء على ذلك خضت اختبار التحرير الصحفي متجولاً بين المحليات والاقتصاد والثقافة والسياسة والمجتمع وغيره، حتى استقررت في السياسة.

لم أكن يوما من عشاق المستديرة ولكن النصر السعودي المبين في أول مباراة لمنتخب المملكة ضمن مجموعته الصعبة، وكون بطولة كأس العالم تقام للمرة الأولى في بلد عربي مسلم شقيق، شدّاني إلى الكتابة في مجال لم أطرقه قط، ومن الممكن أن تستحوذ الرياضة على اهتماماتي وأولّي وجهي شطر ملاعب قطر الشقيقة متابعاً ومشجعاً، وربما هاتفاً بعض المرات.

في الفوز السعودي الكروي اللافت، وأرجو أن يستمر على هذا المنوال حتى نيل البطولة، دلالات على أن السعودية الجديدة، مستعينة برؤيتها التطويرية الشاملة، تسابق الزمن لتحقيق الريادة في مختلف المجالات بما فيها الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.

وأما تنظيم كأس العالم في قطر التي أحسنت وأبدعت وأكرمت، فهو ردّ مفحم على كل من أراد تأطير جزيرتنا العربية ظلماً وزوراً في حروب داحس والغبراء فيما مضى، ومشاهد تفحيط السيارات في العصر الحديث، وتجاهل إدارة أكبر حشد بشري بنجاح دائم سنوياً في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وبمناسبة فوز المنتخب السعودي الشقيق، أختتم مقالي هذا بمقتطفات من قصيدتي «إلى السعودية العظمى» التي ألقيتها في أمسية شعرية نظمتها سفارة جمهورية جيبوتي في الرياض في يوليو 2021:

حب الرياض بقلبي بل بوجداني

به أغرّد في سرّي وإعلاني

زرت القصيم فراعتني محاسنها

والشرق ما ضمّ من بحر وشطآن

أبها الجنوب وكم تغري مفاتنها

رأيت فيها بهاءً سرّ أجفاني

وفي الحجاز تراث جلّ موقعه

أثار قلبي من شوق وأبكاني

بطيبة المصطفى شاهدت سلسلة

من الوقائع في جدّ وإمعان

منازلٌ وديارٌ طاب مسكنها

أقام أحمد فيها والصديقان

رأيت فيها والاستغراق يأسرني

خطى عليّ وعثمان ابن عفان

إلى السعودية العظمى.. إلى بلدي

أهدي قصيدي وإبداعي وألحاني

قد طفت فيها وفي شتّى مناطقها

شعبٌ وفيٌّ عظيم القدر والشان