تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمحتوى النافع، وتذخر بالعديد من المواد العلمية الهادفه التي تثري فكر المهتمين بها والمتابعين لها، وترفع من حصيلتهم الثقافية بصورة كبيرة، إذ تلعب هذه الوسائل دوراً أساسياً في توجيه فكر الإنسان وتحديد سلوكه وتصرفاته.

كما تعج هذه الوسائل في الآن نفسه بالمعلومات المشوهة والأخبار الفاسدة، المنتشرة بشكل واسع على هذه الوسائل وبصورة لا يكاد يصدقها عقل الإنسان لعظمها، من المعلومات المشوهة والمزيفة على سبيل المثال، التي تظهر الواقع الحالي على حقيقته، هي الإعلانات المضللة والدعايات التجارية الطبية المخادعة التي تصدى لها بعض مشاهير التواصل الاجتماعي دون حياء منهم لقيمة هذه المهنة الشريفة، (مهنة الطب)، وتبناها فئة من الناس لا علاقة لهم بها.

نعم فقد تصدر بعض مشاهير السوشيال ميديا المشهد في كثير من المجالات الحيوية، ومنها مجال الصحة، فحملوا راية الطب، وعمدوا من خلال ذلك إلى وصف العلاجات الطبية والأدوية غير المعتمدة صحياً.

هذا التخصص الذي عكف على دراسته وتعلمه كل طلابه سنينا طوالا، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من علم ومعرفة، أتوا هؤلاء المندسون، وفي دقائق معدودة، دون أن يتأنوا لأخذ حصة دراسية واحدة في هذا المجال، ليتخذوه وسيلة لتسويق بعض المنتجات مجهولة المنشأ والمصدر وغير المصرحة لها رسمياً.

وقد استطاعوا من خلال تلك الوسائل بالكذب وعبر استعراض مهارتهم الجسدية والصوتية خداع الناس بعرض الوصفات الطبية والتجميلية في إعلاناتهم، واستطاعوا إقناع بعض أفراد المجتمع بجدوى تلك الأدوية وتلك العقاقير الموصفة علناً، بعيداً عن الاستشارات الطبية وبعيداً عن الكشف السريري المعمول به علمياً في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، بالطبع ليس هناك سبب وجيه لهذا الفعل الإجرامي الذي يقومون به، سوى الهرولة وراء الشهرة والتربح من خلاله لإعلانات مصورة، القصد منها الكسب والتربح.

لقد درج على ٱلسنة هؤلاء المشاهير الحديث بكلمات الثناء والإشادة والمديح لكل منتجاً مخالفًا لمواصفات هيئة الغذاء والدواء، كل ذلك بغرض التسويق له ولفت أنظار المتابعين وايهامهم باستفادة الكثير من الناس من هذا المنتج المعلن وفعاليته في الشفاء من أمراض عديدة وعلل كبيرة مهما كانت مستعصية.

وللأسف الشديد فقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في وقوع أحد الأقرباء ضحية هذا النوع من الغش، فبعد متابعته لبعض المقاطع التي دائماً ما تتداعى أمام مشاهدي وسائل التواصل الاجتماعي على أجهزة الجوالات بصفة مفرطة على مدار اليوم والليلة، الإنصات المستميت لمدعي امتهان هذه المهنة الشريفة وأخذ أقولهم وحملها على محمل الجد كان المخفز الرئيسي الذي أوقع هذا القريب في هذا الفخ، مسببا له بعض المضاعفات المرضية، كعادة كثير من المرضى الذين يبحثون عن طوق نجاة في غير محله، ليدركوا بعد فوات الأوان أنهم وقعوا في خطر أكبر وأشد مما كانوا عليه سلفاً.

قد تتفاقم حالة المريض الصحية إلى الأسوأ جراء الاعتماد على هذه الوصفات، وهذا ما حصل بالفعل لقريبي هذا.. أسأل الله له الشفاء العاجل.