أصبح كثير منا اليوم في اللامكان بعيدا كل البعد عن أبنائه ظناً أن التربية محصورة في توفير الحاجات الفسيولوجية فحسب جهلاً بأن التربية أعمق وأشمل من ذلك!

فالتربية يا سادة ليست محصورة كما أسلفنا سابقاً في الاحتياجات الفسيولوجية كتوفير المأكل، الملبس والمأوى، وإنما هي السعي إلى غرس وتعزيز القيم الدينية، الاجتماعية والثقافية، ولكن أصبح الأبوان اليوم أشبه بالظل مع أبنائهم يرونهم لدقائق معدودة في اليوم لنجد الأبناء منعزلين وبعيدين كل البعد عن والديهم وأسرهم وحتى مجتمعهم، فقد أصبحوا حبيسين لهواتفهم الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها ما يسمى بالـ«تيك توك»!

تلك المنصة التفاعلية الاجتماعية جعلت أبناءنا يتعلمون كثيرا من السلوكيات السيئة والألفاظ التي لا تتناسب مع أعمارهم نظراً إلى كونها تضم تلك المنصة فئات عمرية مختلفة ومتباينة الاهتمامات، فنجدهم يقلدون كل ما يشاهدونه ويسمعونه من محتوى هابط بعيد كل البعد عن أخلاقياتنا الدينية والمجتمعية مما نتج عن ذلك تبني أطفالنا لسلوكيات خاطئة وتدن لمستواهم التعليمي ومواجهتهم لعديد من المشكلات كالتنمر الإلكتروني ونشوء الحوادث الخطيرة كالحرائق أثناء تقليدهم لما يسمى تحديات الـ«تيك توك»، ولا ننكر أن السبب الرئيس في ذلك هو غياب الرقابة الأبوية وعدم رعاية الطفل وتنشئته وفق القواعد التربوية الصحيحة.

وختاماً:

يجب علينا جميعاً أن نضع هذه المقولة العظيمة نصب أعيننا دائماً (من أدب ولده صغيراً سر به كبيراً).