باشر مكتب المطبوعات بأبها أعماله في الربع الأول من عقد الثمانينيات الميلادية كثاني جهة إعلامية بعد تلفزيون أبها، حرصت وزارة الثقافة والإعلام على تدشينه آنذاك لتقديم الخدمات الإعلامية، ومنح وتجديد رُخص أستوديوهات التصوير، التسجيلات الصوتية، الخطاطين، المكتبات، المطابع، الفيديوهات، وكل ما يتعلق بالنشر والرقابة وفسح الكتب والمطبوعات وإعطاء الإذن بطباعتها.

أشرف على تاسيس وإدارة المكتب حمد بن علي الدوسري، وعاصرخمسة وزراء إعلام، وهو أول مسؤول في منطقة عسير بقي في منصبه ستة وثلاثين عاماً دون انقطاع إلى أن أُحيل إلى التقاعد، كما أنه أول إعلامي في عسير يتم تكليفه بعمل مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام لسنوات.

وشهدت إدارة الدوسري نقلة كبيرة في المهام ليس في منطقة عسير وحدها وإنما في مناطق جازان ونجران والباحة مما ضاعف المسؤوليات وزاد من عدد القضايا والمعاملات.

وغطت أعمال المكتب أيضاً جمرك مطار أبها الإقليمي والمنافذ البرية في المنطقة الجنوبية، وجرى تشكيل لجنة دائمة من الإدارات الحكومية ذات العلاقة تجتمع كل أسبوع لمناقشة الأعمال واقتراح الحلول المناسبة والسريعة.

ونجح الدوسري في التنسيق بين مهام الأعمال المكتبية والميدانية، من خلال تطبيق الأنظمة والتعليمات والتفاهم مع أصحاب المحلات والمؤلفين بالكلمة الطيبة والحكمة، ومنح الفرص لتصحيح الأخطاء وتقبل الملاحظات، ولم يُغلِق باب مكتبه يوماً من الأيام أو يضع حواجز مفضلاً الالتقاء بالمراجعين مباشرة على فترتين صباحية ومسائية.

وتقاسم نجاح أداء مطبوعات أبها كوكبة من الإعلاميين الأكفاء الأمناء وفي مقدمتهم نائب مدير المكتب سعيد بن صالح الخبتي، الحكم بن علي علوان، إبراهيم سلامة، عبدالرحمن عسيري، عبدالله عسيري وغيرهم.

ومع تلك الإنجازات لم يسع الدوسري إلى الأضواء ولديه قناعة أن ما يقوم به واجب تجاه وطنه وأمته، وأعرض عن السؤال لماذا أغمض التكريم عيونه عشرات السنين عن مكتب المطبوعات وموظفيه، وهم ملء السمع والبصر رغم أن المنطقة كانت تشهد مناسبات التكريم في كل عام مرة أو مرتين؟.

ترجل حمد بن علي الدوسري عن كرسي العمل منذ ثمانية أعوام في صمت، وأقام له زملاؤُه حفلاً سادته أجواء المحبة والوفاء والحميمية الصادقة، ولذلك فهو يستحق اليوم التكريم من وطننا الحبيب الذي لن ينس المخلصين الشرفاء وأشهد أنه قامة وطنية وقدوة حسنة أدى عمله بكل أمانة وإخلاص.