مواجهة اليوم التي تجمع المنتخب السعودي بنظيره المكسيكي في منافسات مونديال قطر أشبه بمفترق الطرق إما تأكيد الحضور والعطاء وكتابة التاريخ من جديد أو المغادرة بخفي حنين، مواجهة لا تحتمل التأويلات والفوز المخرج الوحيد للنجاة من الحسابات المعقدة، أشياء وأشياء تحملها المقابلة المحمومة بالآمال والتطلعات، ولا شك أن إدارة النزال تحتاج لتقنية عالية بداية من الجهاز الفني في وضع الحبكة التي تناسب سيناريو الصراع والأهم التهيئة النفسية لأن هذا الجانب الوقود الذي يدفع لأفضل المؤشرات، والحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وهي شرط لكل تغيير والمهم في القناعة بضرورة الوصول لمنصة الفوز لأن التطلع للتفوق والتغلب على الصعاب سيعزز إمكانات التحسين والأمور مفتوحة مهما كانت الظروف بل هي شرط لكل تألق، واللاعبون هم خير مثال يجسد إرادة الاستمرار، ورسم المكاسب، عراك الليلة تاريخي ولدي تفاؤل برسم أفضل العروض والتأهل، والأكيد أن أحداث مباراتي السعودية مع الأرجنتين وبولندا ستكون بمثابة الدروس المستفادة قبل خوض مقارعة المكسيك التي أراها الأصعب لأن الخصم شبه فاقد للدلوف للمرحلة المقبلة عطفاً على حساباته النقطية، وسيلعب من أجل تأكيد الحضور ومسح الصورة المتواضعة التي قدمها أمام الأرجنتين، الأمر الآخر المكسيك لعب مباراة تكتيكية أمام بولندا وكان قريباً من الفوز، وبالتالي هذا يعطي مؤشراً للأمكانات العالية التي يمتلكها على صعيد الجهاز التدريبي والعناصري، جملة القول تفوقنا مرهون بتضافر جميع أطراف المنظومة بداية بالجهازين الفني والإداري ومروراً بالصعيدين الإعلامي والجماهيري، فجميع هذه الأطراف تملك مقداراً من تحقيق الفوز الذي يعد الأهم في مسيرة الكرة السعودية.
ثمة جانب آخر سيحل على تشكيلة الفريق عناصر جديدة لرتق الفراغات التي تركها الثلاثي الشهراني، الفرج، المالكي، وبالتالي يتعين على المدرب أن يكون واقعياً في اختيارالبدلاء الذين يتناسبون مع وضعية المباراة، ومن وجهة نظري أرى وضع البليهي في الظهير الأيسر وتواجد تمبكتي والعمري في متوسط الدفاع وتكون مهمة البليهي مزدوجة بين الظهير ودعم قلبي الدفع بحسب ظروف اللعب، والمهم عدم المغامرة بالهجوم والتوازن مطلب في مثل هذا التوقيت.