بطريقة داعش نفسها، التي خرج بها عن خط الإسلام المتسامح والمسالم، خرجت لنا إحدى

«التيك توكرات» عبر بث أطلقته من حسابها الخاص في التيك توك حاملة بداخلها بيعة لأفكار داعشية، ولواء لا أحد يعلم كيف انتقل لها وعبر من!

لتبدأ بثها بنبرة تهديد وغرور واستعلاء، يخالطها بالقدر نفسه، طيش وسفه واستباحة لخصوصية أفراد المجتمع وحريتهم، بعد أن أنذرت - مستندة على جماعة ما لا أحد يعلم من هم - بأنها ستقوم وجماعتها بإعادة تربية كل من يخالف مبادئهم.

الحقيقة أن هذه اللهجة ليست بالغريبة، هي فقط نسخة مطورة من إنذارات داعش التي كانت تصور بكاميرا الجوال قبل ذبح وبتر وحرق أحد مخالفيهم.

الآلية ذاتها عدا أن التطبيق بات مختلفًا.. يختلف قليلًا باختلاف كمية السلطة الممنوحة لمثل هذه الشخصية وهنا الكارثة.

فالسلطة التي يلهثون لاكتسابها حتى لو على سبيل إقصاء أفضل الكفاءات في محيطهم، هي بالنسبة لهم تشبه قبلة الحياة، وتشبه (الميتوكندريا) في البذرة الجافة القادرة على الركود والصمود في أصعب وأقسى الظروف، إلا إنها قادرة على أن تبقى ولا تموت، فقطرات بسيطة من الماء هي بالنسبة لها مثل قبلة الحياة، تعيد لها الغذاء الذي تحيا وتنتعش فيه، وهي تشبه الكائن وحيد الخلية، خليته الوحيدة (السلطة).

وبالعودة لمجموعة التهديدات المفعمة بالحماسة، كقولها (ربوا أبناءكم وإلا سنربيهم)، يتجلى الإنذار بعودة الحياة إما باكتساب (سلطة) كما تردد من متابعيها، بمخاطبتها بـ (الأستاذة)، أو بالاستناد لشيء آخر لا يجب أن نجهله لعدة أسباب.

إن ما فات من سنوات خلال فترة الصحوة كان فيه هدر ودفن واستنزاف لطاقات بشرية كبلتها سلطة الصحوة بتفكيرها الظلامي.

إن وجود بؤرة داعشية في المجتمع يهدد استقراره ونموه وتطوره، سواء على محيط الأسرة أو على بيئة المجتمع الوظيفي أو الإطار العام للمجتمع.

الحرية التي يتمتع بها أصحاب هذه الأفكار (الداعشية) فضلًا عن إساءتها لصورة المجتمع، تشكل خطرًا على هذا المجتمع وتمثل تهديدًا لأفراده، ويجب أن تقيد بالقوانين والأنظمة.

إن وجود أوصياء - لهم نظرة سوداوية- على المجتمع، يكررون باستماتة في كل مواسم البهجة، أنهم قابضون على الجمر، وأنهم في نهاية الزمان، ليسوا إلا طاقة سلبية تسحق الهمة.

إن سرعة تطور وتيرة العصر لم تعد تستوعب الركود والعودة بالزمن للوراء، وأعني هنا الزمن الذي كانت تمارس فيه الوصاية تحت بند (تعطيل العقل) وترهيبه وتحميله آثام النقد والتفكير.

أخيرًا أتمنى أن يكون ظهور هذا المقطع الشديد الخطورة بتهديده للمجتمع، يشبه وقوع (ميسي) في فخ مصيدة التسلل في مباراة السعودية مع الأرجنتين، (هدف ملغي) بوعي المجتمع وفي الوقت نفسه نسمع لأجله صوت صافرة الحكم.