أجمع خبراء على ضعف مهارات خريجي الثانوية في البحث العلمي وعدم قدرتهم على إجراء المقابلات والحديث في الاجتماعات، إضافة إلى عدم الانضباط والتسرب في سوق العمل، داعين إلى التركيز على الجانب المهاري للخريجين والتدخل السريع لتغيير مسار التعليم الثانوي باعتماد خطط تطويرية تنتج مخرجات تساهم بفعالية في سوق العمل.

وشخّصت الحلقة العلمية التي نظمها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بعنوان "تطوير التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية" أمس بفندق الفورسيزون بالرياض واقع حال خريجي الثانوية العامة من الجنسين، بمشاركة واسعة من ممثلي الوزارات الحكومية والقطاع الخاص من رجال وسيدات أعمال ومسؤولي وزارة التربية والتعليم وخبراء تربويين من دول عربية وأجنبية. وقال ممثل وزارة الخدمة المدنية عادل اليوسف في مداخلته، إن وزارته تعتبر خريج وخريجة الثانوية العامة ضمن مدخلات سوق العمل ولكن الخريج يعاني من نقص في الانضباط، وأن الفصل بين المؤسسات التعليمية في المملكة وراء تسرب الخريج من مهن تعد في نظر المجتمع أقل قيمة مثل العمل المهني، داعيا إلى ضرورة التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والجهات الحكومية الأخرى من قطاعات تعنى بعملية توظيف الخريجين، للتشاور حول الاحتياجات والمتطلبات، إلى جانب تقليل المواد النظرية التي لا يطبقها الطالب بعد التخرج.

وأضاف اليوسف أن خريج الثانوية العامة يعاني من نقص مهارات البحث العلمي وعدم القدرة على إجراء المقابلات والحديث في الاجتماعات، فيما تسبب ضعف مواد التعبير في عدم قدرته على كتابة الخطابات الإدارية أو تقديم العروض المناسبة، إلى جانب ضعفه في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. من جانبها، طالبت رقية العلولا من وزارة التربية والتعليم، أن تنطلق المناهج التعليمية من أمرين هما توجهات الدولة واحتياجات المجتمع، داعية إلى التوسع في المجالات الدراسية حسب رغبات وميول الطلاب، وإضافة الأنشطة الرياضية والفنية، في حين طالب الدكتور عبدالعزيز الرويس من جامعة الملك سعود بدمج المنهج بالتقنية، وتضمين احتياجات الطالب وسوق العمل في المناهج والتوازن بين العمق والاتساع في المناهج.

من جهتها، أشارت الدكتورة وفاء طيبة مستشارة بمجلس الشورى، إلى أن خريج الثانوية العامة يعاني ضعفا شديدا في اللغة العربية، ويفتقر إلى الثقة بنفسه. وأرجعت ارتفاع نسبة الحاصلين على درجات نهائية في الثانوية العامة إلى تلقين التدريس مؤكدة أن التعليم الحالي يركز على الجوانب المعرفية، ولا يربطها بالجوانب الحياتية.

وفي جانب القطاع الخاص، طالب الدكتور إحسان أبو حليقة بالتركيز على الجانب المهاري للخريجين، فيما رأت سيدة الأعمال مها العمير أن سمات طالب الثانوية العامة المستقبلية تنحصر في أن يكون مواطنا صالحا يحترم الآخرين ويثق بنفسه ويعرف أدواره، داعية إلى وضع خطة دراسية تنسجم مع متطلبات العصر الحديث.