احتفلت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بحفل تخرجها الثالث عشر في أمسية رائعة بتاريخ مساء أول من أمس الجمعة، وتوج هذا الحفل بتخريح 378 خريجاً وخريجة لدرجتي الماجستير والدكتوراه، 40% منهم سعوديون. وأقيمت مراسم الاحتفال في وسط ممشى ساحة الاكتشاف الذي يمتد على طول الحرم الجامعي. كما تم بث الاحتفال عبر الإنترنت لكل من لم يستطع الحضور شخصياً من خلال الرابط livestream event online.

وبدأت مراسم الحفل بدخول موكب الخريجين، وهم يرتدون زي التخرج الرسمي بحسب الدرجة الأكاديمية والقسم الذي ينتسبون إليه – الزي الأخضر لخريجي الدكتوراه، والأسود لخريجي الماجستير. وبمجرد جلوسهم في أماكنهم المخصصة، تم عزف السلام الوطني السعودي، ثم تلاوة القرآن الكريم. ثم رحب وكيل الجامعة الدكتور لاري كارين بالضيوف، وألقى رئيس جامعة كاوست البروفيسور توني تشان كلمته للخريجين، دعاهم خلالها للتفكير في “عالم نود جميعاً أن نعيش فيه”، من خلال تطبيق ما تعلموه من معرفة وعلوم لتشكيل مستقبل أفضل. وقال تشان “الشباب المثقف هم عماد التحول. أنتم تجمعون بين الشغف الملهم للشباب والمعرفة والمهارات الخاصة للمتعلمين. ولديكم القدرة والعزيمة لتحويل الحاضر إلى مستقبل مشرق نرغب جميعاً في العيش فيه”.

مدن أكثر ذكاء

وتطرق الرئيس تشان خلال كلمته إلى 3 خريجين متميزين موضحًا جهودهم ومساعيهم لمواجهة التحديات والتغيير، وهم: إيمان الحاجي لقيادتها المتفانية كرئيسة مؤسِّسة لمجموعتي طلبة كاوست من أجل الاستدامة، والشباب السعودي من أجل الاستدامة. وليندسي تانابي لمناشدتها الدؤوبة لحماية السلاحف البحرية والنظم البيئية للشعاب المرجانية. ووديان بابطين، التي تساعد أبحاثها على جعل مدننا أكثر ذكاءً.

وأشار الرئيس أيضًا إلى الخريجين العشرة الذين تم تكريمهم مؤخرًا في حفل توزيع “جائزة صُنَّاع التغيير في كاوست 2022” التي تكرم خريجي الجامعة الذين لديهم إسهامات بارزة على الصعيد المحلي والوطني والدولي في مجموعة من المجالات الحيوية ذات الأهمية الكبيرة للجامعة والمملكة العربية السعودية. واختتم كلمته بشكر خريجي هذا العام على جهودهم الملهمة، مشددًا بأهمية أن يحيطوا أنفسهم بالأشخاص المتميزين.

وتلت كلمة الرئيس، كلمة المتحدثة باسم خريجي دفعة 2022، إيفجينيا فولكوفا، خريجة درجة الدكتوراه في هندسة وعلوم الأرض. بدأت فولكوفا كلمتها بالترحيب بالحضور ثم بالتحدث عن رحلتها في كاوست التي ساهمت في صقل مهارتها في التفاعل مع الآخرين والتعاون معهم، ومنحتها القدرة على النظر في مشاريعها البحثية من زوايا مختلفة. وأشارت إلى أبحاثها التي تركز على نمذجة الخصائص الأساسية للغبار وتأثيره على الألواح الشمسية، وكيف أنها باتت مجالًا مهمًا للبحث في منطقة الشرق الأوسط، وقالت “من كان يظن أن الرياضيات يمكن أن تكون أكثر من مجرد أرقام؟”.

التعليم الراقي

وقالت فولكوفا “ساهمت مشاركتي في جميع أنشطة وبرامج كاوست الأكاديمية والفردية، بإثراء خبرتي وصقل مهاراتي. لذلك أنصح طلبة الجامعة على الانخراط في أكبر عدد ممكن من الأنشطة والبرامج المختلفة، وتنمية العلاقات مع مجموعة واسعة من أعضاء هيئة التدريس والطلبة داخل وخارج مجال العمل. كاوست هي المكان الذي يمكنكم فيه الحصول على التعليم الراقي والمتعة الحقيقية”.

بعد كلمة فولكوفا، قدم الرئيس تشان المتحدث الرئيسية لحفل تخرج هذا العام البروفيسورة أليس غاست لإلقاء كلمتها للحضور. وغاست هي أستاذ فخري في الهندسة الكيميائية والرئيس السابق لكلية إمبريال كوليدج لندن في الفترة بين عامي (2014- 2022) وهي أيضًا عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في الفترة بين عامي (2009-2018).

تلا ذلك عرض مقطع فيديو احتفالي لخريجي دفعة 2022 في كاوست قبل مراسم منح الدرجات الأكاديمية للخريجين.

بعد ذلك انطلقت مراسم تسليم الدرجات الأكاديمية للخريجين من قبل عمداء الأقسام الأكاديمية الثلاثة في كاوست:

• قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية:

- 71 خريج درجة الماجستير

- 32 خريج درجة الدكتوراه

• قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية:

- 85 خريج درجة الماجستير

- 34 خريج درجة الدكتوراه

• قسم العلوم والهندسة الفيزيائية:

- 95 خريج درجة الماجستير

- 61 خريج درجة الدكتوراه

مناسبة فريدة

يشار إلى أن من بين الخريجات السعوديات لهذا العام كانت جمانة مايت، خريجة الماجستير في هندسة وعلوم المواد. وكان حفل التخرج هذا مناسبة فريدة لجمانة وعائلتها، خصوصاً أنها سارت على نهج والدها الدكتور عبد الإله محمد مايت، الذي تخرج من كاوست بدرجة الماجستير في عام 2012 وبدرجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية في عام 2016. وهذه هي المرة الأولى التي يتخرج فيها أب وابنته من كاوست. وكان والد ووالدة جمانة من بين الحضور لدعمها في هذه المناسبة الخاصة والمشاركة في تكريمها المستحق.

وقالت جمانة بهذه المناسبة “أشعر أني محظوظة كوني استطعت السير على خطى والدي الذي ألهمتني مسيرته وإنجازاته الأكاديمية على فعل الشيء نفسه. هدفي اليوم هو أن أجعله فخوراً؛ لأنه أب عظيم وقائد رائع”.