رغم المجهود الكبير الذي تقوم به الدولة مشكورة، في سعيها للسيطرة على الفكر المتطرف، إلا أن الطريق نحو الاعتدال المنشود غير مفروش بالورود،إذ إننا بحاجة ونحن نقترب من 2030 - عام الرؤية المباركة - لإستراتيجيات تسرع هذه المرحلة، وتضمن تغطيتها لكافة الجوانب التي عادة ما ينفذ منها هذا الفكر المتطرف، وسائل على شكل برامج، كتلك التي يعدها أصحاب رؤوس الأموال في تسريع الأعمال الريادية ونموها وتوسعها بشكل مكثف. نعم نحن بحاجة إلى «مسرعات الاعتدال» ببرامج مختلفة حديثة، تناسب تقنية العصر وفكر أبنائه، برامج تقف ضد «حاضنات التطرف»

التي ما زالت بين الحين والآخر تنشر بيضها عند كل مدخل ومخرج، وبشكل أكثر تنظيما واهتمامًا، وبأغلفة تناسب لغة العصر في المحتوى والتواصل الاجتماعي، والفضاء الإعلامي بأكمله.

نحن بحاجة إلى محتوى تعليمي يحث على التعايش والتسامح، واحترام الاختلاف بشكل واضح وصريح، لا يعرف الاستحياء أو التلميح. وبحاجة إلى محتوى ينقل عقل الطالب/ة إلى مستوى المنطق والواقع، بتجاوز الموضوعات التي لا فائدة منها ولا عائد، ولا تملأ عقله بما يثير فضوله ودافعيته، خاصة وأننا حتى الآن ما زلنا بين تعليم الاستنجاء

والاستجمار وآداب دخول الخلاء - أجلكم الله - في زمن لن يرحم، وينتظر من يطيل بنظره للماضي.

نحن بأشد الحاجة إلى مسرعات للاعتدال في الأماكن بطيئة النمو، البعيدة عن المدن والمحافظات، بإيجاد وعي مصمم لثقافتها وطبيعة سكانها.

وبحاجة إلى مسرعات للاعتدال، تعمل كرادار المراقبة لضبط التجاوزات المتطرفة والمنحرفة، والتي تتمسح كعادتها بالاعتدال، وهي لا تعترف به من الأساس، حتى أصبح الاعتدال مثل حبل السيرك، الذي يرقص فوقه كل مهرج.