أثارت زيارة وزير من الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة، لباحات المسجد الأقصى، الإدانات الشديدة والمعارضة من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتوبيخ من حلفاء إسرائيل.

حيث قام وزير الأمن الإسرائيلي من تيار اليمين، إيتمار بن غفير، باقتحام باحات المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ توليه منصبه في الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي. وينظر الفلسطينيون إلى الزيارة على أنها استفزاز غير مسبوق، وأكدت وزارة الخارجية أن هذا الاقتحام شرعنة لمزيد من الاقتحامات، واستباحة الأقصى من قبل المستوطنين، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية عواقبها.

إدانات واسعة


وندد بيان منفصل من وزارة الخارجية السعودية، بعمل الوزير الإسرائيلي، أعربت من خلاله عن إدانة لما وصفته بالممارسات الاستفزازية، وذكرت السفارة الأمريكية في القدس أن السفير توماس نايدز «كان واضحًا جدًا في المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية حول مسألة الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس».

في حين أدانت الإمارات العربية المتحدة، التي اعترفت دبلوماسياً بإسرائيل في عام 2020، بشدة اقتحام وزير إسرائيلي ساحة المسجد الأقصى، تحت حماية القوات الإسرائيلية.

وحث بيان صادر عن وزارة الخارجية إسرائيل على «وقف الانتهاكات الجسيمة والاستفزازية التي تحدث هناك». كما دعا السلطات الإسرائيلية إلى تحمل مسؤولية الحد من التصعيد، وعدم الاستقرار في المنطقة.

و أدانت البحرين ذلك، التي اعترفت أيضًا بإسرائيل في نفس الوقت، وكذلك تصريحات من الكويت وقطر وتركيا، التي تعمل مؤخرًا على تطبيع علاقاتها المتوترة مع إسرائيل، ما وصفته بأنه «عمل استفزازي» لوزير الأمن القومي الإسرائيلي.

وقالت وزارة الخارجية التركية: «ندعو إسرائيل إلى التصرف بمسؤولية، لمنع مثل هذه الاستفزازات التي تنتهك مكانة وحرمة الأماكن الدينية في القدس، وتتسبب في تصعيد المنطقة».

وفي الأردن قامت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، باستدعاء السفير الإسرائيلي في عمّان، إلى مقر الوزارة، وذلك لنقل رسالة احتجاج، حول إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، بأنه قد جرى تسليم السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ، لنقلها على الفور لحكومته، وأكدت جوب امتثال دولة إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي الإنساني بشأن مدينة القدس المحتلة، ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وحذرت مصر من «الانعكاسات السلبية لهذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة وعلى مستقبل عملية السلام».

انتهاكات متزايدة

وكان بن غفير اقتحم باحات المسجد الأقصى، وسط حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية وبدون إعلان مسبق.

ولطالما دعا بن غفير إلى زيادة وصول اليهود إلى المسجد الاقصى، الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون استفزازيًا ونذيرًا محتملاً لسيطرة إسرائيل الكاملة.

يمنع معظم الحاخامات اليهود من الصلاة في المسجد الاقصى، لكن كانت هناك حركة متزايدة في السنوات الأخيرة، لليهود الذين يؤيدون العبادة هناك.

وفي وقت سابق، ذكر مسؤولون فلسطينيون، أن صبيا يبلغ من العمر 15 عاما قتل بنيران الجيش الإسرائيلي، بالقرب من مدينة بيت لحم المحتلة بالضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على شخص شارك في مواجهات عنيفة مع جنود.

تهديدات المقاومة

وأثارت نية بن غفير المعلنة لزيارة الموقع في وقت سابق من هذا الأسبوع، تهديدات من حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وكتب على تويتر بعد زيارته أن الموقع «مفتوح للجميع وإذا اعتقدت حماس أنه إذا هددتني فسوف تردعني، فعليهم أن يفهموا أن الزمن قد تغير».

وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم إن دخول بن غفير إلى الموقع هو «استمرار لعدوان الاحتلال الصهيوني على مقدساتنا وحربنا على هويتنا العربية».

وقال «شعبنا الفلسطيني سيواصل الدفاع عن مقدساته والمسجد الأقصى».

انتهاكات الاحتلال:

- انتهكت زيارة بن غفير حرمة الأماكن المقدسة في فلسطين جاءت زيارته بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

- وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية المدافعة عن حقوق الإنسان، إن عام 2022 هو أكثر الأعوام دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ عام 2004 شهدت أعمال عنف مكثفة خلال الانتفاضة الفلسطينية.

- 150 فلسطينيا قتلوا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

- ينفذ الجيش الإسرائيلي غارات شبه يومية على المدن والبلدات الفلسطينية

- أسفرت موجة جديدة من الهجمات عن مقتل 9 إسرائيليين آخرين على الأقل في الخريف.

- وزارة الصحة الفلسطينية : آدم عياد 15 عاما، توفي متأثرا بعيار ناري في الصدر.

- ضباط شرطة الحدود تعرضوا لهجوم في مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم.

- القوات أطلقت النار على أشخاص ألقوا قنابل حارقة وأكدت مقتل شخص.

قُتل شبان رشقوا الحجارة احتجوا على عمليات التوغل وآخرين لم يشاركوا في المواجهات.