يعوّل الناس كثيرا على المسؤول الجديد حين يأتي، ويبدو أن الشيخ عبداللطيف آل الشيخ يخطو بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحو الأمام. ما زال الناس حتى الآن يطلقون على آل الشيخ "الرئيس الجديد" مع أنه عُيّن في يناير من هذه السنة، وربما هو وصف يعبر عن تفاؤل وأمل، نعم إنه رئيس الهيئة الجديد الذي يتمنى الجميع أن يكون بكل قراراته على مستوى المسؤولية والإنصاف للناس. من بين أهم قراراته أنه منع في 21 أبريل الماضي أي مطاردة لأي أحد مهما كان مخالفا، وإلا فإن المحاسبة ستطال العضو الذي يطارد الآخرين.

اللقاء الذي جمع الشيخ عبداللطيف برؤساء الهيئات في المحافظات التابعة لمنطقة الرياض أول من أمس كان مهما، ويكفي أن ننصت إليه وهو يقول:" ساءني كثيرا ما رأيته، فالموضوع تم تضخيمه واستغل استغلالا سيئا حتى سمع بها القاصي والداني، تصرف عضو الهيئة ليس في محله رغم تجاوز الفتاة. كان عليه نصحها وعدم مجاراتها في الحديث ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد، كما أن العضو الذي يظلم المواطنين أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له في الهيئة، من قال إننا لا نخطئ فقد كذب، نحن لسنا ملائكة، لكننا نحاول التصحيح، فالخطأ وارد".

يتناول الإعلام الغربي مثل هذه القضايا، بل وخصص وقتا لعرض مقطع "التفحيط" والذي كان مؤلما وداميا، والصورة التي نبثها عنا لهم لن تكون حسنة، لهذا لا نتعجّب كثيرا إذا كنا "مضحكة" للقاصي والداني على اعتبارنا مجتمعا لا يزال يتعارك على المناكير ولبس الكعب وارتداء عباءة الكتف! وكأننا ما زلنا نعيش في غياهب التاريخ. صلتنا بالعصر تقتصر على الاستهلاك المرَضي الذي لا يصلنا بقلب العصر وإنما بفتاته!

قال أبو عبدالله غفر الله له: نعم غزوة المناكير كانت مؤلمة، والملايين الذين شاهدوا المقطع على "اليوتيوب" سيأخذون صورة سيئة ومخيفة عن السعودية، وبالتالي ستؤثر على السياحة والاستثمار والاقتصاد، ولن يقبل رجال الأعمال أن تعشش شركاتهم في أماكن تسائل الإنسان على لبسه أو لون ظفر زوجته.

نتفاءل كثيرا بالرئيس الذي قطع بالهيئة شوطا رائعا، على الرغم من أنه لا يزال في سنته الأولى، لتكن أفعاله على قدر تطلع المجتمع له، يكفي المجتمع انبهارا به وانتظارا لأعماله أن يصفه حتى بعد ستة أشهر على تعيينه بـ"الرئيس الجديد للهيئة" فليكن مجددا هذا الشيخ العاقل الحازم.