أظهرت مبادرات الجامعات السعودية معدلات استهداف متدنية جدا وبشكل استثنائي على مستوى التطابق، فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة الأكثر والأقل استهدافا لأنشطة الجامعات، وذلك في عدة أهداف بينها هدف التعليم الجيد 3 %، وهدف المساواة 9 %، وهدف القضاء على الجوع 6 %.

ولأجل تحديد مدى مشاركة الجامعات السعودية في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030، إضافة إلى توجهات الشراكة المختلفة، جمع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة (RCO) في المملكة بيانات من الجامعات السعودية المشاركة بإجراء بحث قادته مستشارة الشراكة بالمكتب ريم العنزي، وحدد البحث أهداف التنمية المستدامة الأكثر والأقل استهدافًا لأنشطة الجامعات السعودية.

تقدم منخفض

عند تحليل معدلات التطابق وجد البحث تقدما جامعيا منخفضا بشكل استثنائي في عدد من الأهداف أهمها: لا للفقر 9%، القضاء على الجوع 6%، التعليم الجيد 3%، الحد من عدم المساواة 9%، فيما أظهرت الأهداف نسبة الصحة الجيدة والرفاهية 63 %، والشراكات من أجل الأهداف 51 %، وهي أعلى معدلات التوافق مع مبادرات الجامعات المشاركة.

اهتمام بالشراكات

قدم التحليل معلومات حول أهداف التنمية المستدامة التي تهتم الجامعات السعودية باستهدافها من خلال شراكات مع كيانات أخرى، ومن بين الجامعات السعودية المشاركة أبدت 11 من 15 اهتماما بنسبة 73 % ببناء شراكات مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى من أجل النهوض بجميع أهداف التنمية المستدامة، حيث أبدت 10 من 12 أي بنسبة 83 % اهتمامًا بتشكيل شراكات مع منظمات المجتمع المدني للنهوض بجميع أهداف التنمية المستدامة، وأبدت 10 من 13 بنسبة 77 % اهتماما بتشكيل شراكات مع الجهات الحكومية للنهوض بجميع أهداف التنمية المستدامة.

وتوفر هذه البيانات المهمة فهما للاتجاهات الأكثر قابلية للتطبيق عند تشجيع الجامعات على تولي زمام المبادرة في إقامة شراكات للنهوض بأهداف التنمية المستدامة.

مسح المبادرات

اعتمد البحث على أداة استطلاع عبر الإنترنت لجمع البيانات من الجامعات السعودية المشاركة، فيما يتعلق بمساهماتها في النهوض بأهداف التنمية المستدامة من خلال مبادرات مختلفة.

وتم تقسيم الاستطلاع إلى 4 أقسام: (معلومات عامة تتعلق بحجم الجامعة والكليات - أنشطتها المتعلقة بالنهوض بأهداف التنمية المستدامة - أنشطتها المتعلقة بالتقدم في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 - استعدادها للدخول في شراكات للنهوض بأهداف التنمية المستدامة).

وفي 13 يوليو 2021، وزعت وزارة التعليم الاستبيان على الجامعات السعودية وتلقت ردودا من 16 جامعة خلال فترة الاستجابة، التي تبلغ أسبوعا واحدا، وهي:

(جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- جامعة جازان- جامعة الملك خالد- جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية- جامعة المجمعة- جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز- جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن- جامعة شقراء- جامعة طيبة- جامعة الطائف- جامعة أم القرى- جامعة القصيم- جامعة حفر الباطن- جامعة جدة- جامعة تبوك).

وتقع ست منها في منطقة الرياض بنسبة 38 %، وثلاث في منطقة مكة المكرمة 19 %، واثنتان 13 % في منطقة المدينة المنورة، وواحدة 6 % في كل من مناطق القصيم وعسير والشرقية وجازان وتبوك.

أهداف التنمية المستدامة

أظهرت نتائج الاستطلاع أن جميع الجامعات السعودية الـ16 المشاركة تدعم النهوض بواحد أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة؛ حيث تستهدف 10 جامعات من أصل 16 جامعة مشاركة 63 % جميع أهداف التنمية المستدامة، ومن أهدافها: (طاقة نظيفة بأسعار معقولة، الصحة الجيدة والرفاهية، التعليم الجيد، المياه النظيفة والصرف الصحي، الصناعة والابتكار والبنية التحتية، المدن والمجتمعات المستدامة، الاستهلاك والإنتاج المسؤولان).

تفاوت واضح

وفقًا لنتائج الاستطلاع التي تم جمعها من 10 من أصل 16 جامعة سعودية مشاركة، تعمل 33 مبادرة جامعية حاليا على النهوض بأهداف التنمية المستدامة، من بينها 13 منها (39 %)، تركز بشكل موضوعي على الصحة، وست (18 %) على البيئة، وأربع (12 %) على الطاقة، وأربع (12 %) على التكنولوجيا والابتكار، وثلاث (9 %) على البحث، وثلاث (9 %) على الماء.

تطابق عال

تم العثور على معدلات تطابق عالية نسبيا تراوحت بين 30 % و48 % في مبادرات

الجامعات السعودية المشاركة وتحقيق الأهداف التالية: (العمل اللائق والنمو الاقتصادي 48 %، المدن والمجتمعات المستدامة 45 % الصناعة والابتكار والبنية التحتية 39 %، المياه النظيفة والصرف الصحي 33 %، الحياة على الأرض 33 %، الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة 30 %).

وانخفضت معدلات التطابق الخمسة الأخرى لأهداف التنمية المستدامة بين 14 % و24 %، وتحقيق الأهداف التالية: (الاستهلاك والإنتاج المسؤولان 24 %، العمل المناخي 13 %، السلام والعدل والمؤسسات القوية 21 %، الحياة تحت الماء 18 %، والتعليم الجيد 14 %).

وأظهرت مبادرات الجامعة السعودية المشاركة معدلات مراسلة منخفضة بشكل خاص: (أقل من 10 %، مع هدف لا فقر 9 % وهدف الحد من عدم المساواة 9 % وهدف القضاء على الجوع 6 %، وهدف المساواة بين الجنسين 3 %).

مرتكزات الرؤية والشراكات

أعربت جميع الجامعات السعودية المشاركة، وعددها 16 جامعة عن اهتمامها بتنفيذ المبادرات التي تسهم في رؤية المملكة 2030، حيث أجابت 15 جامعة بأنها تقدم عدة ركائز منها (مجتمع حيوي، مجتمع طموح، سجل 100 %)، وأجابت 14 جامعة بأنها تطور ركيزة اقتصاد مزدهر.

تكوين شراكات

بدت الجامعات نشطة فيما يتعلق ببناء شراكات مع بقية الجهات لتحقيق أهداف التنمية، فقد أجابت 15 جامعة بالإيجاب على سؤال عما إذا كانت مهتمة بتكوين شراكات مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى، من بين الجامعات الـ15 التي ردت على السؤال المتعلق بأية أهداف التنمية المستدامة التي ترغب في تحقيقها من خلال الشراكات الأكاديمية، أبدت 11 جامعة 73 % اهتمامًا بالنهوض بجميع أهداف التنمية المستدامة.

المجتمع المدني

أجابت 13 جامعة بنسبة 93 % بالإيجاب من بين 14 جامعة على السؤال عما إذا كانت مهتمة بتكوين شراكات مع منظمات المجتمع المدني، بينما أجابت واحدة بالسلب بنسبة 7 %.

ومن بين الجامعات الـ12 التي ردت على السؤال المتعلق بأي من أهداف التنمية المستدامة تهتم بالتقدم من خلال شراكات منظمات المجتمع المدني، تحرص 10 جامعات على تعزيز جميع أهداف التنمية المستدامة بنسبة 83 %، وجامعة واحدة مهتمة فقط بدفع الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة بنسبة 8 %، وجامعة واحدة مهتمة بتعزيز كل هدف من أهداف التنمية المستدامة بنسبة 8 %، ثم الأهداف التالية: (الصحة الجيدة والرفاهية، التعليم الجيد، المياه النظيفة والصرف الصحي، طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، الصناعة والابتكار والبنية التحتية، المدن والمجتمعات المستدامة، والتنمية المستدامة، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان).

شراكات الجهات الحكومية

أجابت بالإيجاب كل جامعة من الجامعات الـ14 التي ردت على السؤال المطروح عما إذا كانت مهتمة بتكوين شراكات مع الجهات الحكومية، ومن بين الجامعات الـ13 التي ردت على السؤال المتعلق بأي من أهداف التنمية المستدامة تهتم بالتقدم مع الكيانات الحكومية، أبدت 10 جامعات اهتمامًا بالنهوض بجميع أهداف التنمية المستدامة بنسبة 77 % من مجموع الجامعات.

برامج البحث والتوعية

وجد البحث أن جميع الجامعات الـ16 التي شملها الاستطلاع تشارك في البحث، وتستثمر الجامعات السعودية المشاركة في مجالات بحثية متعددة، على سبيل المثال، تُجري الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بحثًا عن تقنيات وأطر وتطبيقات تقنية "المدينة الذكية" التي تساعد على رفع مستوى جودة حياة سكان المدينة المنورة وزوارها، على وجه الخصوص، يركزون على القضايا المتعلقة بالحفاظ على المياه وإدارة النفايات، وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، والقضايا الناشئة في الدراسات الإسلامية والعربية.

مثال آخر هو جامعة جدة التي تشارك بعمق في التخصصات العلمية والمجالات متعددة التخصصات، يتم التركيز هناك على الاستدامة واللوجستيات والبيئة والصحة والرفاهية.

وكشف الاستطلاع أيضا أن 15 جامعة من أصل 16 مشاركة تشارك في برامج ومشاريع التوعية المجتمعية. من بين أنشطة التوعية المتنوعة المتعلقة باليوم العالمي للمرأة، ومبادرات الجامعة الخضراء، وغيرها، كما تم تطوير اتفاقيات شراكة متنوعة مع كيانات بما في ذلك الجامعة العربية المفتوحة، ولجنة التنمية الاجتماعية، وبنك الجزيرة، ووزارة الشؤون الاجتماعية.