وبعد الشكوى قال مسؤول الموارد البشرية بالمستشفى إنه استقبل 11 طلب استقالة لممرضات من ذلك المستشفى فقط، خلال شهر واحد، وقد تصل طلبات الاستقالة من ممرضات أخريات في تلك المنطقة لما يفوق الـ50 حالة في بعض الأشهر أحيانا. وبسؤاله عن الأسباب قال: إن إحداهن عرض عليها مستشفى خليجي مرتب 11 ألف ريال مع توفير وظيفة مناسبة لزوجها في مقهى المستشفى، والأخرى تريد العمل بأحد مستشفيات بريطانيا بمرتب يقارب الـ18 ألف ريال، أي أن عملهن بالسعودية مجرد محطة ترانزيت لكسب الخبرة على أكثر الأجهزة تطورا، ومن ثم يذهبن بتلك الخبرة ليستفيد منها غيرنا. فكان السؤال وما الذي يحوجنا لهن؟ إن كانت الرواتب القليلة التي يقبلن بها، فإن ذلك المبلغ جملة سيغادر اقتصاد مملكتنا كليا بتحويله، بينما إن كان شابا أو شابة سعودية ولو بمرتب 14 ألف ريال فلن يغادر اقتصاد بلادنا ريال واحدا منه. والمشكلة الأخرى أن الصحة لا توظف في غرف الطوارئ إلا تخصصات (تمريض)، بينما يحادثني شاب سعودي تخصص «طب طوارئ» تخرج منذ عامين ولم يجد وظيفة حتى في القطاع الخاص، رغم أن صلب دراسته وتطبيقه هو التمريض مع الإسعاف والإنقاذ، فلماذا لا يتم توظيفه وزملاؤه على الأقل في أقسام الطوارئ، وإبقاء الممرضات الشحيحات في الأقسام الداخلية للمستشفى على سبيل المثال. تخيل كمية الهدر المالي بسبب شح التمريض، يحضر المريض يشكو علة، ليزداد مرضه مرضا، فينضم لقائمة «مرضى شح التمريض».