نقلت جمعية أصدقاء المرضى بمنطقة عسير على كفوفها الخضراء مشاعر وأحاسيس المرضى الضعفاء المعوزين، ودثرت بكلمات الطمأنينة نفوسهم المتعبة، وألبست أجسادهم المنهكة ثياب الأمل، وأطلقت المتابعة الدائمة تحلق حولهم كانسياب الضوء ليسكن قلوبهم الرضا، وتغادر مسرعة جحافل العناء، وتختلط دموعهم بعبارات الثناء.

تلك هي باختصار أعمال ومآثر وبصمات «مطالع العون الإنساني» تركي بن يحيى السرحاني، رئيس جمعية أصدقاء المرضى بمنطقة عسير على مدار ثلاثة عقود.

هذا المد الإنساني الرغيد حين يتصل أو يصل مندوبه إلى من أقعدهم المرض داخل منازلهم على قمم الجبال، وفي أغوار تهامة وإبلاغهم بمواعيد دخولهم المستشفيات والتكفل بمصاريف السفر والمرافقين، هناك تعم الدعوات الصادقة أرجاء المكان، وتتخطى التهاني لحظات الزمان، وتتعانق

في مشاهد مؤثرة مواكب الفرج بعد انتظار.

رأيتهم يتوافدون عليه زرافات ووحدانا، يستقبلهم بالابتسامة، ويجبر كسر خواطرهم بسرعة إنهاء إجراءاتهم، يرفع من الروح المعنوية لأقاربهم من المرافقين، ويبحث لهم عن السكن المناسب، ولا يعود منزله إلا في وقت متأخر من الليل، بعد أن حقق الكثير.

أشفقت عليه ذات مساء وهاتفه لم يتوقف، يستمع لشكوى مريض، وطلب محتاج أو استفسار من مكان بعيد، فتكون ردوده السماحة واللطافة وحسن الخُلق مع الجميع، وكأنهم أمامه يبشرهم وينقل لهم بفرح غامر تجاوب مسؤولي المستشفيات والمراكز الصحية وأهل الخير من أبناء الوطن، ويبين لهم مواعيد دخول المرضى المحولين، وسرعة إنهاء الإجراءات.

وبقيت ولا زالت الجمعية -بفضل الله- ثم بدعم حكومتنا الرشيدة وإشرافه المستمر سحائب عطاء فريدة لفئة عزيزة تمنحهم الرعاية والاهتمام.

ومنذ شهرين مضت يتلقى -مجموعة إنسان- تركي السرحاني العلاج في العاصمة الحبيبة الرياض بصبر وإيمان راسخ بقضاء الله وقدره وأمل في الرحمن الرحيم، تحيط به مشاعر دافئة، وتصاحبه دعوات صادقة من محبيه الكثر بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل، ويجعل ما أصابه رفعة في درجاته.

ورغم مرضه لم ينس عمله الإنساني، ولم تجف ينابيع الرحمة من قلبه في التواصل مع المحتاحين من المرضى، ويُطَمن الأصدقاء على وضعه الصحي، ويسأل عن الجميع.

ذلك هو ديدن صفوة المجتمع أهل القلوب النقية، والنفوس الطيبة الذين حملوا رسالة الخير، وصنائع المعروف كأسلوب حياة، وفي مقدمتهم مطالع العون.. تركي السرحاني.