رغم الإدانات العربية المستمرة ومطالب أجنبية بوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي حذّرت القيادة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في نهجها الحالي الذي سيؤدي «للمزيد من التدهور ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها».

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن القيادة اجتمعت برئاسة الرئيس محمود عباس، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية «التصعيد الخطير» الذي وصلت إليه الأوضاع.

إنهاء الاحتلال

ودعت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى إلزام حكومة إسرائيل بوقف «أعمالها الأحادية»، داعيةً إلى «إعادة الاعتبار للمسار السياسي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».

وأكدت الاستمرار في تطبيق القرارات التي اتخذتها في اجتماعها الخميس الماضي، حيث أعلنت وقف التنسيق الأمني مع الحكومة الإسرائيلية رداً على ما وصفته بـ«المجزرة» التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية وراح ضحيتها 10 أشخاص إضافة إلى عشرات المصابين.

وشدد البيان على استمرار تواصل القيادة الفلسطينية مع الجهات الدولية والعربية من أجل توفير الدعم والإسناد والحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكداً أيضاً على أهمية الاستجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس «للحوار الوطني الشامل من أجل تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز الموقف السياسي».

يأتي هذا فيما أصيب إسرائيليان بجروح صباح اليوم في إطلاق نار في القدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني في الـ13 من عمره، أصيب بدوره برصاص الشرطة، غداة اعتداء على كنيس أوقع 7 قتلى وقُتل منفذه.

ترسيخ وجودهم

ويقول الجيش الإسرائيلي إن غاراته تهدف إلى تفكيك شبكات المسلحين وإحباط الهجمات. لكن الفلسطينيين يقولون إنهم يرسخون بشكل أكبر احتلال إسرائيل للضفة الغربية منذ 55 عامًا، والذي تم احتلاله مع القدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة في المستقبل، ويعتبرها كثير من العالم محتلة بشكل غير قانوني. وتزعم إسرائيل أنها عاصمتها الموحدة ذات السيادة.

إدانات واستنكار

وفي بيان لوزارة الخارجية السعودية أدانت المملكة كل استهدافٍ للمدنيين، على خلفية الهجوم الأخير في مستوطنة بالقدس.

وأكد البيان ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال.

بدورها، أكدت سلطنة عُمان على موقفها الثابت في رفض وإدانة جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين وتزعزع الأمن والاستقرار. ودعت السلطنة، حسب بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته نحو وقف التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي ذهب ضحيته مدنيون فلسطينيون

كما أكد بيان وزارة الخارجية موقف السلطنة الثابت في دعوة المجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل والشامل ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

الاستيطان والإخلاء

ويتعرض الفلسطينيون للعديد من الانتهاكات الإسرائيلية أبرزها محاولة السلطات الإسرائيلية الاستيلاء على عدد من منازل الفلسطينيين، وتكثيف المستوطنون الإسرائيليون وقوات الأمن الإسرائيلية هجماتهم على الفلسطينيين المعتصمين رفضًا لقرارات إخلائهم من بيوتهم.

وصعّد المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، ونظّموا عددًا من الأنشطة التهويدية في استفزاز لمشاعر المسلمين.

كما أشعلت التوترات في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى في مايو 2021 مواجهة بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل، وشنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا واسعًا على القطاع أسمته «حارس الأسوار» وقتلت فيه أكثر من 200 فلسطيني ودمّرت آلاف المنازل والمنشآت المدنية. وفي ذات العام، استمرت السلطات الإسرائيلية في عمليات اقتحام الأحياء الفلسطينية في القدس، وأعمال القمع والتنكيل بالسكان، كما استمرت في طرح مشاريع استيطانية جديدة في المدينة، وزادت من وتيرة عمليات هدم بيوت ومنشآت الفلسطينيين في المدينة. وفي ترسيخ لسياسة حظر الوجود الرسمي الفلسطيني في المدينة، امتنعت السلطات الإسرائيلية عن الرد على طلب فلسطيني بالسماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة في مايو، وتم تأجيل الانتخابات بسبب ذلك.

وفي 2023 أصدر الاحتلال عددا من التشريعات غير منصفة للفلسطينيين ومنعتهم من الأموال ومن سفر الشخصيات المهمة بها والاعتداء على المقدسات.

اعتقالات إسرائيلية

وطالت اعتقالات الاحتلال 42 مشتبها بهم في هجوم القدس بينهم أفراد من عائلة مطلق النار، ودرجة التأهب تبلغ أقصاها في كامل إسرائيل.

وأكدت الشرطة في بيان أنها «اعتقلت 42 مشتبها بهم للاستجواب، البعض منهم من أفراد عائلة الإرهابي»، إضافة إلى سكان من الحي الذي يسكن فيه في القدس الشرقية.

كما رفعت الشرطة الإسرائيلية درجة التأهب إلى القصوى في جميع أنحاء البلاد.

من الجانب الفلسطيني، قالت مصادر إن السلطات الإسرائيلية شنت، السبت، حملة مداهمات واعتقالات في شرق القدس طالت 15 شابا فلسطينيا على الأقل.

وذكرت المصادر أن أغلب هؤلاء تم اعتقالهم في بلدة الطور في القدس من داخل منزل منفذ عملية إطلاق النار، خيري علقم، فيما تم اقتيادهم بالسلاسل الحديدية أثناء عملية الاعتقال.

وأوضحت المصادر أن مواجهات اندلعت بين شباب فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في نقاط عديدة من أطراف مدينة القدس أسفرت عن إصابات بحالات اختناق.

- تشهد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تدهورا وتصعيدا بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية، فجر الخميس الماضي، ما أسفر عن سقوط 10 قتلى فلسطينيين، بالإضافة لعشرات المصابين.

- أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 42 شخصا غداة إطلاق نار أوقع قتلى أمام كنيس في القدس الشرقية، من بينهم أفراد من عائلة مطلق النار الفلسطيني. وفي وقت سابق اليوم، قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن شخصين اثنين أصيبا جراء إطلاق نار محتمل في القدس.