عاد الاتحاد للواجهة واعتلى المنصات في أقوى سوبر سعودي أقيم وانتزع الكأس من الفيحاء، والبداية عبر بوابة النصر المدجج بالزخم الإعلامي وتراكم النجوم والدعم اللامحدود من رجالاته في سبيل وضعه على ناصية البطولات، العميد ضرب النصر في خاصرته وأعاده إلى زاوية الحسابات وهكذا هم الكبار، اللافت أن عودة الاتحاد للأمجاد حضرت خلال الفترة التي أوقف فيها، وسبقه الهلال المتمرس الذي نال الموسم الماضي بطولة الدوري وكأس لوسيل وخسر نهائي كأس المليك أمام الفريق المتواضع الفيحاء، وكأن الزعماء لا يتذوقون البطولات إلا عندما يكون الخصم كبيراً، الهلال والاتحاد الموقوفان خلال فترات متباينة لم تثنهما العثرات من تصدر الركب ولسان حالهما إذا غاب كبير يحضر آخر، وهي السيمفونية التي عزفها كبير جدة والرياض، وأمام الأخير مهمة صعبة تتمثل في صراع كأس العالم، وسيدخل تلك المعمعة وهو يئن تحت وطأة الإصابات والغيابات ونقص طاقم الأجانب، لكن الأمل يحدو عشاقه بعودة فريقهم للواجهة، وتقديم أفضل الألحان بقدر ما جسد في المشاركات الماضية، الهلال في كأس العالم قد يصل لمحطات متقدمة، وربما يخسر بنتائج كبيرة، لأنه يعتمد على مزاجية لاعبيه، ويتعين على إدارة بن نافل شحذ الهمم في مثل هذا التوقيت، والأمر الآخر ضبط لاعبي الفريق كبار السن وفي مقدمتهم الفرج من حيث الالتزام بالعلاج والتدريبات البدنية العالية التي تمنحه العودة للملاعب من الطرق السهلة، وتدرء تفاقم الإصابات والتي تأتي في العادة من جراء ضعف البنية وسوء الإعداد البدني.

عموماً انتهت فترة وقف الهلال والاتحاد، وفي مثل تلك الظروف ينبري العديد من التساؤلات وتحديداً حول ما حدث للكيان الأزرق، لماذا لم تظهر صورة توقيع ⁧محمد كنو⁩ للنصر، فضلاً عن صدور العقوبة ليلة العيد، والأكيد أنه لم يحدث مثل تلك الأجواء من قبل في وسطنا الرياضي لأنه لا يقبله ذوق القانون، وكيف سُربت العقوبة والأحكام قبل الإعلان عنها!! وفوق هذا لماذا رُفض طلب الهلال بالتدابير الوقتية، ولم يعلن عن مسببات العقوبة، والغريب استقالات أعضاء غرفة فض المنازعات ومركز التحكيم الرياضي السعودي بعد وقف الهلال، أيضاً حديث رئيس غرفة المنازعات مر مرور الكرام ولم يجد تعليقا أو توضيحا من الجهة المعنية، والآمال كانت كبيرة بدعم ممثل الوطن في المحفل العالمي لتجديد الصورة التي جسدها منتخبنا في مونديال قطر، وكان جُل العناصر المشاركة من الهلال، حيث تواجد تسعة أسماء في لقاء الافتتاح، ولا شك أن ذلك رقم أحادي على مستوى المشاركات المونديالية من فريق واحد، ودخل الهلال ضمن القائمة الأعلى على الصعيد العالمي، والهلال يحتاج الآن للدعم المعنوي من الجهات المسؤولة بعد أن تلاشى تعزيز صفوفه بعناصر تحفز العطاء.