تدفع أوكرانيا حلفاءها الغربيين لتزويدها بطائرات مقاتلة، بعد أسبوع من فوزها بتعهدات بتقديم دبابات حديثة متطورة لمساعدتها على صد قوات الغزو الروسي بعد ما يقرب من عام من القتال.

وأعرب بعض القادة الغربيين عن قلقهم من أن هذه الخطوة يمكن أن تصعد الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام وتجرهم إلى عمق الحرب.

مناقشات التسليم

ومن المقرر أن يقوم وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في باريس بالمناقشات حول إمكانية تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا على جدول الأعمال.

من جهه أخرى وبعد شهور من المساومة، أقنعت السلطات الأوكرانية الأسبوع الماضي الحلفاء الغربيين بإرسال الدبابات. جاء هذا القرار على الرغم من تردد وحذر بعض أعضاء الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا.

ولم يكن هناك ما يشير إلى أن قرار إرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا قد يأتي في أي وقت قريب، وليس هناك ما يشير إلى أن الدول الغربية قد غيرت موقفها السابق بشأن هذه القضية.

غير عملية

وقالت حكومة المملكة المتحدة التي كانت واحدة من أقوى المؤيدين الدبلوماسيين والموردين العسكريين لكييف، إن إرسال طائراتها المقاتلة «غير عملي».

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك، ماكس بلاين، «إن الطائرات المقاتلة البريطانية من طراز تايفون وإف -35 متطورة للغاية وتستغرق شهورًا لتعلم كيفية الطيران».

وأضاف «بالنظر إلى ذلك، نعتقد أنه ليس من العملي إرسال تلك الطائرات إلى أوكرانيا»، على الرغم من أنه لم يقل أن المملكة المتحدة تعارض إرسال دول أخرى طائرات. وردا على سؤال من أحد المراسلين عما إذا كانت إدارته تفكر في إرسال طائرات مقاتلة أمريكيةمن طراز F-16 إلى أوكرانيا، أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ «لا».

وحث مسؤولو كييف الحلفاء مرارًا وتكرارًا على إرسال طائرات، قائلين إنها ضرورية لتحدي التفوق الجوي لروسيا ولضمان نجاح الهجمات المضادة المستقبلية التي يمكن أن تقودها الدبابات التي وعدت بها الدول الغربية مؤخرًا.

تزويد بالصواريخ

كما استبعد حلفاء أوكرانيا تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الأراضي الروسية، مما يشير إلى موقف حذر مماثل بشأن الطائرات الحربية.

وردا على سؤال حول إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، كرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وجهة نظر الكرملين بأن «الناتو منذ فترة طويلة متورط بشكل مباشر في حرب مختلطة ضد روسيا».

بناء الترسان

ويُعتقد أن كل من أوكرانيا وروسيا تقومان ببناء ترساناتهما من أجل هجوم متوقع في الأشهر المقبلة. وصلت الحرب إلى طريق مسدود إلى حد كبير في ساحة المعركة خلال فصل الشتاء.

كما في المناقشات السابقة حول كيفية مساعدة أوكرانيا، تعتبر بولندا من أبرز المدافعين في الاتحاد الأوروبي عن تقديم المساعدة العسكرية. تشعر بولندا وسلوفاكيا ودول البلطيق الواقعة على الجانب الشرقي لحلف الناتو بأنها مهددة بشكل خاص من قبل روسيا.

نهج عدواني

وردا على سؤال حول دعوة ليتوانيا لطائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التعليقات «تعكس نهجًا عدوانيًا اتبعته دول البلطيق وبولندا، المستعدة لفعل كل شيء لإثارة مزيد من التصعيد دون التفكير في العواقب».

وقال بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين «إنه لأمر محزن أن زعماء الدول الأوروبية الكبرى الذين يقودون الأجندة الأوروبية لا يقومون بدور متوازن لتعويض مثل هذه الميول المتطرفة». وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، أن فرنسا لا تستبعد إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، لكنه وضع شروطًا متعددة قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة.

وقال إن الظروف تشمل عدم تصعيد التوتر أو استخدام الطائرات «للمس الأراضي الروسية»، وعدم إضعاف «قدرات الجيش الفرنسي».

وقال أيضًا إنه يتعين على أوكرانيا أيضًا أن تطلب الطائرات رسميًا، وهو أمر يمكن أن يحدث عندما يجلس ريزنيكوف لإجراء محادثات في باريس.

بدا أن المستشار الألماني أولاف شولتز يرفض احتمال توفير طائرات مقاتلة، مشيرًا إلى أن سبب المناقشة بأكملها قد يكون بسبب «الدوافع السياسية المحلية» في بعض البلدان.

في حين بين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إنه لا توجد «محظورات» في الجهود المبذولة لمساعدة أوكرانيا. لكنه أضاف أن إرسال طائرات «سيكون خطوة تالية كبيرة للغاية».

إطالة الحرب

وفي غضون ذلك، انتقد الرئيس الكرواتي العضو في حلف شمال الأطلسي الدول الغربية لتزويد أوكرانيا بالدبابات الثقيلة والأسلحة الأخرى. جادل الرئيس زوران ميلانوفيتش بأن شحنات الأسلحة هذه لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب. في وقت سابق من الصراع، ركزت المناقشات على إمكانية تزويد كييف بطائرات مقاتلة من طراز MiG-29 سوفيتية الصنع يعرفها الطيارون الأوكرانيون. في مارس، رفض البنتاجون اقتراح بولندا بنقل طائراتها المقاتلة من طراز MiG-29 إلى كييف عبر قاعدة أمريكية في ألمانيا، مشيرة إلى وجود خطر كبير في إثارة تصعيد بين روسيا والناتو.

تطورات أخرى:

ستقدم الطائرات الحربية الغربية دفعة كبيرة لأوكرانيا، لكن مواجهة القوات الجوية الروسية الضخمة ستظل تحديًا كبيرًا.

ورثت أوكرانيا أسطولًا كبيرًا من الطائرات الحربية السوفيتية الصنع، بما في ذلك المقاتلات Su-27 و MiG-29 وطائرات الهجوم الأرضي Su-25.

يتطلب التحول إلى الطائرات الغربية أن تخضع الأطقم الأوكرانية لتدريب طويل، كما أنها ستثير تحديات لوجستية مرتبطة بصيانتها وإصلاحها.