قد لا يعلم الكثيرون أن العنصر الأهم في الصناعة العالمية القادمة وما يسمى النفط الجديد، هو صناعة (أشباه الموصلات) وهي الرقائق الإلكترونية، التي تدخل في صناعة كل شيء بدءًا من الحواسيب والهواتف الذكية والسيارات والألعاب الإلكترونية والصواريخ والطائرات، وتقريبًا جميع أنظمة الأسلحة المطورة في القرن الواحد والعشرين، وغيرها من الصناعات الحساسة.

تايوان تعد المصدر الرئيس لما نسبته92 % من الإنتاج العالمي للرقائق الإلكترونية عبر الشركة الرائدة «تي أس أم سي» TSMC التي تستحوذ وحدها على اكثر من50% من السوق العالمية، فحسب تحليل مجموعة بوسطن للاستشارات أن الانقطاع لمدة عام واحد في توريد الرقائق التايوانية وحدها، سيكلف شركات التكنولوجيا العالمية نحو 600 مليار دولار.

ونظرًا لأهمية الرقائق الإلكترونية بالصناعات المستقبلية فقد خصص الكونجرس الأمريكي مبلغ 170 مليار دولار مع حوافز ضريبة لدعم صناعة التكنولوجيا، وبالمقابل خصص الصينيون مبلغ 150 مليار دولار للغرض نفسه بصناعة الرقائق، وقد لا يعلم الكثيرون أن صناعة الرقائق التايوانية هو أحد أسباب الحرب التجارية والسياسية بين الصين أمريكا للاستحواذ على تلك الجزيرة الصغيرة المسماة بتايوان.

ورغم صعوبة هذه الصناعات وذلك لاحتياجها لتقنيات عالية وخبرات كبيرة، فإن مقدار الاحتياج العالمي لها قد يكون سببًا إستراتيجيًا للاستثمار، ببناء تلك المصانع مع الشركات العالمية محليًا وذلك للأسباب التالية:

-1 لحماية الأمن العسكري والتقني للمملكة بالعقود المقبلة

2 - لضمان تفوق إستراتيجي للمملكة وذلك بالحصول على موارد أصبحت عصب الصناعة العالمية

3 - لتدريب وتأهيل الشباب السعودي على أحدث التقنيات الحديثة

ومع التخطيط السليم والرؤية الجلية ووجود سيدي (أبا سلمان) لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وكما كان (نفط) المملكة هو عصب الاقتصاد العالمي بالقرنين العشرين والواحد والعشرين نأمل أن تكون صناعتها هي المحرك للعالم ذات يوم، وذلك ليس على أبناء (السعودية) ببعيد.