لم أرى قط في حياتي الصحفية التي تمتد لأكثر من 19عاما، شخصية كروية أذكى ولديها الإرادة الكبيرة وتصنع من المستحيل الواقع، كشخصية سامي الجابر الذي فأجا وسطنا الرياضي بأسره باتفاق مبدئي مع أوكسير الفرنسي ينضم بموجبه إلى جهازه التدريبي تحت إشراف الخبير قيرو.
ومع كل مناسبة وحدث كروي يقدم الجابر عددا من الدروس والقصص في معنى العمل والكفاح، إلا أن تلك المواقف تمر بين أيدينا مرور الكرام دون أن نتوقف عندها لحظة واحدة من أجل استخلاص الفوائد لرياضتنا ولأجيالنا القادمة.
هناك من يصور رحلات الجابر الخارجية بالفاشلة، بل إن هناك من يستبق الأحداث ويرسم السقوط المبكر له لاعتبارات تعصبية ونفسية ومزاجية لاننأ تعودنا على زرع الإحباط ونشأنا في وسط لا يعرف إلا اليأس وفي مجتمع يصر على كلمة (وشوله)!.
الفشل والإخفاق لا يعدان معوقا لنا في مثل هذه الأمور، بل إن مثل هذه المحاولات الاحترافية هي النجاح بأساسه، والمهم كيف نبدأ بالبحث عن الخروج من تقوقعنا في مجتمع رياضي بدأ ينحدر إلى أسفل السافلين، لأمور يعرفها جل القريبين من صناع القرار بالاتحاد السعودي لكرة القدم على وجه الخصوص، وبالرئاسة العامة لرعاية الشباب بصفة عامة، والمراقبين لتلك الأعمال.
سامي بخطوته الجديدة، يريد أن ينقلنا من مرحلة التنظير وحشو الفضائيات بهراء لا يفيد، إلى واقع التطبيق.
اليوم قدم لنا الجابر حِكماً في معاني التحدي وفي كسر كثرة القيل والقال وكثرة السؤال.
كنت أنتظر صدور بيان رسمي من قبل اتحاد الكرة يشيد بخطوة الجابر مع أوكسير إلا أنني أيقنت أننا سنبقى دون تغيير أو حتى تعبير!.