تظهر برامج التدخل في النوم للبالغين المصابين بالتوحد نتائج واعدة في الحد من الأرق وتزامن أعراض القلق، فقد أجرى باحثون من جامعة لاتروب في أستراليا أول دراسة تجريبية في العالم تبحث في تدخل النوم للبالغين المصابين بالتوحد، وأظهروا أدلة واعدة في الحد من الأرق وأعراض القلق المتزامنة.

من المعروف أن المصابين بالتوحد يواجهون صعوبة في النوم ويستيقظون لفترات طويلة في الليل، مما يسهم في حدوث أعباء اجتماعية ونفسية وصحية كبيرة.

ونشرت مجلة العلاج النفسي السلوكي والمعرفي هذه الدراسة في علاج القبول والالتزام المكيف للأرق (ACT-i)، والمصمم خصيصًا للبالغين المصابين بالتوحد بقيادة الأستاذة المساعدة أماندا ريتشل من جامعة لا تروب.

قلة النوم

قالت ريتشل «إن مشاكل النوم تؤثر على ما يصل إلى 80 % من المصابين بالتوحد طوال حياتهم، ومرتبطة بمزيد من الصعوبات السلوكية، وضعف الصحة العقلية، وخاصة القلق والاكتئاب، وبعض الظروف الصحية الجسدية للأشخاص المصابين بالتوحد، ويكون قلة النوم مرتبطة بالقلق الشديد والمشاكل الحسية التي يعاني منها المصابون بالتوحد في كثير من الأحيان.

وغالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من اضطراب النظم اليومية للنوم والاستيقاظ، أما إيقاعات الساعة البيولوجية فهي إيقاعات على مدار 24 ساعة تتحكم فيها جيناتنا، ويتم مزامنة إيقاع النوم والاستيقاظ لدينا مع 24 ساعة بواسطة ضوء الشمس والظلام، مما يؤثر على مستويات هرمون الميلاتونين، وغالبًا ما يتم إعطاء الميلاتونين لمساعدة المصابين بالتوحد على النوم».

عينة الدراسة

شارك 8 أفراد (6 ذكور و2 إناث) تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا مع تشخيص سريري لاضطراب طيف التوحد، وأرق خفيف أو متوسط/شديد أو شديد في التجربة. وتم تعيين المشاركين في واحدة من مجموعتي تدخل (4 لكل مجموعة) ضمن خط أساس متعدد مع مرور الوقت، وأكمل المشاركون استبيانات النوم والصحة العقلية قبل وبعد التدخل، مع المتابعة لمدة شهرين. أكملوا أيضا فن الخط قبل التدخل بأسبوع واحد وبعده، ومذكرات نوم يومية قبل التدخل حتى أسبوع واحد بعد التدخل، وأسبوع واحد في المتابعة.

تحسينات كبيرة

قالت البروفيسور ريتشل إن هناك تحسينات كبيرة في المجموعة التي تلقت علاج (ACT-i)، مما يشير إلى أن هذا سيكون وسيلة لعلاج كل من الأرق والقلق لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوحد. وأضافت أن «النوم الأفضل يمكن أن يؤدي إلى تحسينات في الصحة العقلية والسلوك، ويوفر دعم التدخل لمشاكل النوم المشتركة، التي تحدث في التوحد طريقة فعالة لمساعدة الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد على الازدهار، وعلى الرغم من الحاجة الواضحة للتركيز على النوم في التوحد طوال العمر إلا أن أبحاث التدخل الجيد لا تزال محدودة في الأطفال وتفتقر لدى البالغين».