على هامش منتدى الاستثمار السعودي العماني 2023 قبل عدة أيام، كان هناك حديث مختلف مع نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي- العماني ناصر السهلي، بعيدا عن نجاحات المنتدى وما شهد من أرقام قياسية فيما وقع من مذكرات تفاهم وتمويل بين البلدين في مجالات مختلفة، كان الحديث عن أوجه الشبه بين غرب سلطنة عمان وجنوب السعودية، وكيف لبست عمان ثوبا عصريا بسواعد شبابها وفتياتها، في ما يخص رؤية 2040 التي اعتمدها سلطانها ذو الفكر الشاب والمتجدد، وما تبعها من سعي اعتمد نهجا في رفع حجم التواصل بين البلدين، في وقت ترتدي فيه السعودية حلة جديدة، برؤية أميرها الشاب وبسواعد أبنائها وبناتها، فكانت الرؤى متطابقة بل والطموح واحدا وهو عنان السماء لكلا البلدين.

افتتح المنفذ البري بين البلدين منذ عام تقريبا وفعلت الموافقة بإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة عليه التواصل بين البلدين. وكان السؤال عن مدى استفادة مناطق جنوب السعودية وغربها الجنوبي كذلك من هذا المنفذ البري، إذ إن المسافر- مثلا- من مدينة شرورة إلى سلطنة عمان عبر هذا المنفذ سيقطع مايزيد على 2000 كم تقريبا، كونه سيضطر للمرور بمنطقة الرياض ثم المنطقة الشرقية بما فيها المرور من الحدود القريبة من قطر ثم الإمارات حتى يصل إلى هذا المنفذ، بينما لو حسبت المسافة بين المنفذ وشرورة فلن تتعدى 1000 كم تقريبا، فيما لو افتتح منفذ جديد ما بين أقرب نقطة من عمان وشرورة فلن تتعدى المسافة 600كم، ما يمكن أن يزيد من حجم التبادل السياحي بين البلدين، إذ إن منطقة كصلالة ترتادها من السعودية أعداد لا تقل عن أعداد العمانيين والمقيمين فيها من الراغبين في زيارة منطقة عسير على سبيل المثال، فكيف إن كانت عسير بوابة برية للوصول إلى الحرمين الشريفين، بل وما المنتجات الطبيعية المتقاربة الجودة ما بين العسل والبخور والمنتجات الفخارية وغيرها، ما يطرح سؤالا عن هل سيكون هذا الطريق، وما بين البلدين من مواقع أثرية وتاريخية مقصدا للسياح من أوروبا وأمريكا وشرق آسيا، وسيكون أيضا طريقا بريا أقرب لمواطني ومقيمي الإمارات. فهل سنشهد أرقاما مضاعفة لما شاهدناه في المنتدى، من خلال تحقيق تطلعات الشباب الحالمين في البلدين، اللذين تتشابه أفكارهما وشغفهما بمنفذ بري (بين غرب عمان وجنوب السعودية).