البارحة خاض الهلال مواجهة نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام بطل أمريكا الجنوبية فلامنجو البرازيلي. دخل الزعماء الصراع بظروف صعبة تتمثل بالغيابات فضلًا عن الوقف والإصابات المتلاحقة التي كان آخرها سقوط القلب النابض كاريلو في اللقاء الماضي أمام الوداد المغربي، مستضيف البطولة الذي واجه الأزرق بقوة الأرض وزخم الجماهير والتكامل الأدائي لعناصره، ورغم تفوق البداية غير أنه توارى أمام صمود الزعماء الذي حسم المعادلة بضربات الترجيح، واصطدم الهلال بفلامنجو وهو في أسوأ حالاته، خاصة بعد طرد كنو وإصابة كاريلو، حيث افتقد لأبرز عنصرين يملكان الخبرة والتجربة في مثل تلك الصراعات، وفي تصوري ما قدمه الهلال يفوق المستحيل عطفًا على الأجواء التي خيمت عليه، ولم يتبق من هذا الفريق الشامخ سوى شخصيته وروح عشاقه والتي تعد الوقود الحقيقي لمكوناته، وفي كل الأحوال بقي الهلال صامدًا لا تهزه الرياح مهما كانت قوتها، وربما أن ذلك ما يميز الكبار الذين يملكون الإرث التاريخي والأمجاد، اللافت أن الجماهير والإعلام انقسموا لشقين حول تقييم ممثل الوطن، فالعاشقون عاشوا أجمل اللحظات وتفاعلوا مع الكسب بطريقتهم الخاصة بعد بلوغه لنصف النهائي وهو أعزل على صعيد الدعم لعناصره وسط الميدان، على اعتبار أنه موقوف عن التسجيل لفترتين، وهي العقوبة التي لم يسبق وأن طالت فريقًا آخر ينافس على البطولات والأمجاد، وربما إنها المرة الأولى التي يتنازل محبو البيت الأزرق عن سقف الطموحات ويرضون بما يقدمه فريقهم قياسًا بظروفه، هذا على المستوى العالمي للأندية، أما على صعيد التنافس المحلي فما زال النصر بأجواء متذبذبة يتصدر الركب وتقلد وشاح بطل الشتاء كما يسميه النقاد، لكن الأمور قد لا تقف في صفه في القسم الثاني الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء فخسارة نقطة يعني التراجع للخلف، في ظل الجموح الذي يجسده فريقا الاتحاد والشباب، ومن خلفهما الهلال والتعاون، والأخير ربما يكون أكثر رغبة في احتلال مقعد متقدم في سلم الدوري، واللافت تقارب النقاط الكبير بين الرباعي المتقدم، والحال ذاتها لفرق الدرجة الأولى فهي الأخرى تعيش ذات الأجواء في التقارب، وربما يكون الأخدود المتصدر الأبرز والأكثر ترشيحًا للعودة للكبار، ووضح جليًا الفارق الذي صنعته عناصره الأجنبية، وتحديدًا الغاني الحاج عثمان باري، المهاجم الفذ الذي يعد من أكثر اللاعبين الذين يعتمد عليهم البرتغالي مدرب الفريق جورجي مندوسا، في خط المقدمة بجوار زميله كاكا منديز.

وفرض باري نفسه بقوة في خط المقدمة بتميزه في الأداء الهجومي، نظير قدرته على صناعة الفرص، واستثمار الهجمات المرتدة وتسجيلها، حيث سجل للفريق حتى الآن 12 هدفًا، كان آخرها هدفان في مرمى الأهلي في الجولة 19، وتصدر بعدها فريقه دوري يلو بفارق الأهداف. إجمالًا صراع الكبار والأولى نتمنى أن يتواصل حتى النهاية، والأهم بروز أسماء جديدة تعزز صفوف منتخبنا الوطني الذي يحتاج لعناصر مميزة وتحديدًا في مركز رأس الحربة.