أكثر من 500 مليار دولار تبرع بها أثرياء الغرب لجمعيات خيرية مثل وارن بافت، جيف بيزوس، بيل جيتس، وليم كوزينبيرج وغيرهم.

قد يكون لهم أهداف مختلفة، إما توزيع ثروة على أكبر عدد من المحتاجين أو الحصول على إعفاءات ضريبية أو تحسين صورة شركاتهم ودعم أسهمهم، أو غيرها من الأسباب التي تخفانا، لكن الأمر مختلف لدينا لأن التبرعات تكون في غالبها لأهداف خيرية وتعبدية بحتة، هي رجاء الثواب من الله -عز وجل-، وقبل أن نتكلم عن الأوقاف وأنواعها وسبل تطويرها وغيرها من المهم أن نذكر التعريف الأصولي لها، فهي «تحبيس الأصل وتسبيل الثمرة»، يعني أن يكون الأصل الموقوف لله غير قابل للتملك أو البيع -إلّا لتحقيق غبطة الوقف- وتصرف عوائده على المصارف المقررة بوصية الواقف.

وللوقف أنواع منها الخيري «العام» أي أن عوائده تكون لعموم الناس ومصارفه واسعة بدون تحديد، والأهلي «الخاص» وهو أن يذهب العائد إلى أشخاص محددين فقط، والمشترك «يجمع بين العام والخاص».

وللوقف أركان أساسية هي «المستثمر: الشخص أو الجهة التي تقدم الأصل»، «المال المستثمر: صفة ما يتم وقفه فقد يكون عقارا أو مالا أو أموالا منقولة أو غير منقولة»، «طريقة الاستثمار: فهل يتم استثماره في عوائد ثابته أو يتم صرف جزء من العوائد وإعادة استثمار جزء أو غيرها من الطرق حسب وصية الموقف أو ما هو في اختصاص مجلس الوقف والنظار».

ولا بد من التفريق بين الأوقاف والمنظمات غير الربحية، فالمنظمات غير الربحية أوسع وأشمل لأنها تشتمل على الأوقاف والتبرعات والتطوع، وحول العالم تعد قيمة الأصول غير الربحية 2 ترليون دولار تدر عوائد سنوية تتجاوز 150 مليار دولار، وهذه أرقام ضخمة جداً «أقصد الأصول»، ولبيان كم هي ضخمة فإنها تعادل الناتج المحلي لجميع الدول العربية مجتمعة.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك أكثر من 1.4 مليون مؤسسة وقف خيرية وغير ربحية، وفي بريطانيا هناك حوالي 220 ألف مؤسسة، وفي الولايات المتحدة هناك 50 جامعة ترعاها هذه المؤسسات، ومن أهمها جامعة هارفرد التي تعد أهم وأفضل جامعة في العالم، ولها أوقاف تصل قيمتها إلى حوالي 23 مليار دولار، ويوجد في الهند تجربة الأوقاف الخيرية الإسلامية، حيث إنها تصرف على أكثر من 4200 منحة دراسية للطلبة وكفلت عدة أسر، وفي جمهورية مصر العربية تقدر قيمة الأوقاف بأكثر من 1200 مليار جنيه مصري تصرف على عدة مصارف، وأكبرها ما هو تابع للأزهر في القاهرة.

للحديث بقية...