(1)

قالت مجلة آفاق الصحة البيئية الشهرية الطبية الصادرة عن المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب دراسة أشرف عليها فريق ألماني، إن تعرض الإنسان بشكل يومي للازدحام المروري يضر بالقلب.

ومن أظلمُ ممن رضي بأن تتلف قلوبنا «الشاحنات» بدلا من «الفاتنات»!.

(2)

أفلا ينظرون إلى العمل من الصباح الباكر حتى المساء الباكر كيف أصبح متعلقًا بالماضي، فاليوم نحن على أبواب المستقبل، كلا بل في المستقبل عينه، زمن الثورة الرقمية المعلوماتية، وضغطة الزر.

لذا لا بد من إعادة النظر كرّتين في هذا «الجنون الصباحي»، ولننقل نصف القطاع العام المدني إلى المساء!.

(3)

حينئذٍ يصدر العشاق أشتاتًا، تتجافى جنوبهم، فليأذنوا لنا بمزاحمة وقتهم المفضل، وتعكير صفو النظرات، والهمسات، والأصابع المرتعشة، فالإخوة المتورطون بـ«الجدية»، الباحثون عن لقمة العيش، والترقيات، وسداد القروض، يريدون سويعات من المساء الهادئ.

(4)

العالم يتغير، وصباحاتنا التي يفترض بها أن تشع بالحيوية والنشاط والتفاؤل تعكرت بسبب «شاحنة» ترفض التزحزح، و«ليموزين» يُكثر من استخدام الفرامل بلا مبرر، وسيارة حمراء صغيرة تتوقف فجأة على مقودها «فاتنة» تعدّل «المسكرة»، وشاب متهور، وكل مهيجات «القولون».

(5)

ويسألونك عن «البكور» فقل -رزقك الله- صُمم هذا العالم وفق هذا النمط، فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلا يماتن ذا لبٍّ أن للنوم مبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا فوائد جمة، كما تؤكد أبحاث الطب النفسي، وكما يؤكد الألمان في قولهم «كي تصطاد الثعلب عليك أن تستيقظ مع الدجاج»، ولكن ذاك لا ينافي نقل نصف موظفي القطاع العام للمساء على الأقل في المدن الكبرى مساحة وسكانًا.

(6)

وأنا زعيم بإنتاجية في ربض العمل لمن سمح له بالانضمام «للمسائيين»، إذ أن تقسيم الموظفين إلى فترتين له فوائد جمة، ذاك أنه سيكون أشبه بحبة الإسبرين للمدن الكبرى المعرضة للجلطة كل يوم.