وبعد أن عذبت "برتقالة" علاء سعد الكثيرين، انتقل هو إلى رحمة الله قبل أيام، لكن البرتقالة لم تمت بعد. قبل قرابة 8 سنوات، كان العالم العربي على موعد مع برتقالة العراق الشهيرة، وبعد أن كانت العراق منبعاً للفن العظيم، أصبح بعض فناني كريمات الشعر و"الجل" متصدرين للمشهد، بطريقة جاذبة، وهي "هز الوسط"، واستقطاب راقصات يتنافسن في الجمال، حتى تحول عنصر المنافسة في الغناء العربي إلى "شكشكة"!.

بعد علاء سعد - رحمه الله - وبرتقالته الشهيرة، ظهرت قناة "غنوة" ورفيقاتها، وأصبحت المراقص التلفزيونية هي مضرب المثل، حين يراد الانتقاص من أزياء بعض الفتيات، أو السخرية من المساحيق الزائدة التي قد تستفيد منها صوامع الغلال يوماً، فالبودرة والمساحيق تمنعان "راقصات" الشاشة من العطاس حتى لا يظهر "المستخبي"!

في أغاني الفواكه، مثل البرتقالة والباذنجانه وغيرها، يتحول عـقل المشاهد بشكل آلي إلى ماكينـة لخلط الفواكه وعصرهـا، ويحـاول عصر المشهد الذي يراه حتى يستخلص أغنية هي في النهاية قشر رمان، أو قشرة موز تنزلق به إلى قناة أخرى يستمتع فيها بمصطلحات زراعية بحتة، تمثل نظرية التطور والنشأة البرتقالية في جسد الراقصة، ووجه المطرب الذي أصبحت شهرته تقاس بجمال راقصات الفواكه.

مات علاء سعد، لكن ثقافة "البرتقالة" لم تمت بعد، ولم تمت حالة الهبوط الفني في قنوات مثل "غنوة"، تلك التي قدمت الجسد على الفن، وأصبحت المسألة كلها "هز"، أو في كثير من الأحيان عصير "خلاط"!.