يحتفل السعوديون سنويًا بـ الثاني والعشرين من فبراير كذكرى لانطلاق الدولة السعودية الأولى عام 1727م وقد كتب التاريخ شجاعة السعوديين وصمودهم التاريخي دفاعًا عن الدولة السعودية الأولى، ومن ثم الثانية، حتى ظهر أعظم رجال القرن العشرين وهو الملك عبدالعزيز آل سعود والذي قام بتأسيس الدولة السعودية الثالثة المملكة العربية السعودية.

وتميز المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود منذ نشأته بالذكاء الكبير، وكان فارسًا شجاعًا ناهيك عن تميزه بالدبلوماسية والتدين والنظرة الإستراتيجية، وقد مكنته تلك الصفات من إقناع الأسر والقبائل بعمق رؤيته وصدق حديثه وبعد نظره.

وانطلق الملك عبدالعزيز في رحلة طويلة حتى قام بتوحيد هذا البلد المترامي الأطراف في بضعة عقود من الزمان رغم الصعاب والمؤامرات والتحديات الكثيرة في ذلك الوقت.

وبكل تأكيد فقد كان لشخصيته الفريدة ذلك الأثر في صنع دولة مترامية الأطراف مع تحول اقتصادي وتعليمي كبير. ولقد أبهرت تلك الشخصية الفريدة المؤرخين من كل أصقاع العالم ومنهم المؤرخ الصيني البروفيسور يانج يان هونج الذي قال عنه: «لقد كان الملك عبدالعزيز أحد العباقرة الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة بجهودهم الجبارة التي لا تعرف الكلل أو الملل، وأثروا في تطور المجتمعات البشرية وتقدمها نحو الغاية المنشودة، وسجلوا مآثر عظيمة في السجل التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة».

ووصف الدكتور النمساوي فون دايزل الملك عبدالعزيز بالنابغة حيث قال (إذا عرفتم أن ابن سعود نجح في تأليف إمبراطورية تفوق مساحتها مجموع مساحات ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، معًا بعد أن كان زعيمًا لا يقود في بادئ الأمر سوى عدد من الرجال تمكن بمساعدتهم من استرداد الرياض عاصمة أجداده، لم يداخلكم الشك في أن هذا الرجل الذي يعمل هذا يحق له أن يسمى «نابغة».

وقد كان الملك عبدالعزيز (مجدد القرن العشرين) رجل اقتصاد وصاحب رؤية بعيدة ومن أشهر مقولاته ( إنّنا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات، ممّا يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنيًا على الدراسة والأسس العلمية الصحيحة). و

نرى ذلك التشابه الواضح بين شخصية الملك عبدالعزيز (والحفيد) سمو سيدي ولي العهد اللذي أطلق رؤية المملكة 2030 والتي أثمرت عن حراك اقتصادي كبير في خلال أقل من 6 سنوات على إطلاق الرؤية المباركة.

ولقد كان العدل والمساواة هو المبدأ الرئيسي في حكم المجدد العظيم الملك عبدالعزيز ونستنتج ذلك من أقواله وأفعاله حيث قال ذات يوم (لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ له الحق، ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه)، ومؤخرًا جدد الأمير محمد بن سلمان مبدأ العدل بقوله «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواءً كان أميرًا أو وزيرًا أو أيًا كان فكل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسَب».

وقيل سابقًا (دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة)، ولهذا فالدولة السعودية (دولة حق)،وسوف تبقى باقية إلى قيام الساعة بإذن العلي القدير.